رسالة إلى الحبيب
.........................
رَأَيْتُ الْفَضِيلَةَ في مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ
بَاقِيًَة وَالمـَالُ لِلْرَّزَائِلِ يَقْتَفِي
فإِذا جَمَعَ المالَ السـيِّئُ الفِعالِ
فقُبْحًا لِذَا الْمَالِ ولَعَلَّـهُ يَنْتَـفِي
وَكُلّ ذِي فَضْلٍ بِفَضْلِهِ مُتَدَثِّرٌ
وَسَئُّ الْفِعَالِ مُلَوَّمَاً وَلَوْ لَبِسَ مِعْطَفِ
هذا لَعَمْرِي عَارٌ عَلَيْكُم فِعْلُهُ
ومَنْ فَعَلَهُ فَبِهِ لَيْسَ يَحْتَـفِي
هَذِهِ الْفَضَائِلُ لَطَالَمَا بَـقِيَتْ
وَوَلَّى المَالُ كَالرِّيحِ لِلْتُّرَابِ تَسْتَفِي
ومَنْ أَنْكَحَ سَئَّ الفِعَالِ لِمَـالِهِ
فَالْمـَالُ زَائِلُ والسُوءُ ليس يَشْـتَفِي
وَقِيلَ فِي الْمَثَلِ يَا آخِذَ الْقِرْدَ لِمَالِهِ
فَالْـمَالُ ذَاهبٌ وَالقــِرْدُ لَيْسَ يَخْتَفِي
فهَذَا حَالُ العِـبَادِ كلهم ومَئَالُـهُمْ
فلَطَالَمَا حَذَّرْتُكِ مِنْه فَاعْرَفِي
كُلُّ ذَاكَ إِنْ لَمْ يَكُنْ فِـيهِ شَفَاعَةٌ
فَبِطَبْعِكِ الْحَنُونِ ارْفِقِي بِي وَاعْطِفِي
فإن أَنتِ أجَبْتِ كَانَ مِنْكِ تَعَـقُّلًا
وإِنْ أَبَيْتِ فَعَسَاكِ لِلْحقِّ تَنْـصِـفِي
ومَا أَقُولُهُ مِنْ قَلْبِي فهو مَحَبَّةٌ
وغَيْرَ حُبِّكِ يا حبيبتي لَسْتُ اعْتَفِي
وَفَيْضُ شَوْقِكِ بِفُؤَادِي غَيْرُ بَائِدٍ
وَأَنْتِ مَنْهَلُ عِشْقِي وَمِنْكِ لَا أَكْتَفِي
وَحَرَارَةُ عِشْقُكِ فِي كَيَانِي مُسْتَعِرَةٌ
ولَهِيبُ حُبِّكِ فِي قَلْـبِي لَيْسَ يَنْـطَفِي
وَسَأَنَالُ قَلْبَكِ بِاللِّينِ غَيْرُ يَائِسٍ
وَسَيَأْتِي يَوْمٌ بِاسْمِ الْعَلَاءِ سَتَهْتِفِي
وَمِنْ آثَارِ مَا ذَكَرْتُه لَكِ حَبِيبَتِي
فَلَابُدّ يَوْمً مِنْ ثِمَارِها سَتَقْطُفِي
طَالَ الْزَمـَانُ أَوْ قَصـُرْ فَـكـُلِ مَا هُوَ آتٍ
قَرِيبٌ مِن الزَّمَانِ وَلَسـَوْفَ تَـعـْرِفِي
هَذَا وَعْدِي حَبِيبتِي وَالْحُرُ إِذ وَعَدْ
فَـوَعْدُهُ كَحَدِّ الْسَــيْفِ غَيْرُ مُخْـلَفِي
بِقَلَم الشاعر المحامي/ عَلاء عطية علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق