الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

صفحة 19و 20 من رواية ابنة ‏الشمس ‏بقلم ‏أمل ‏شيخموس ‏

الاهتمام ، فزوجةُ أبي ماتزال تتسببُ لي بمعضلاتٍ رهيبة مع والدي .
 رغم تلك المكابدة أجد لنفسي متنفساً أحملُ فيه الكتب والأقلام لأني لا أستطيع العيش بدونها . رغم كل شيء لم يكن والدي يقسو عليَّ بالكلام لدرجةٍ عالية ، والسببُ هو حساسيتي المفرطة . أما مساء البارحة فقد جرحني كثيراً وأبهج زوجتهُ أكثر ، التي ما صدقت بأنَّ غليلها سيشفى مني . رأيت ذلك السرور العظيم يطفرُ من عينيها الضيقتين اللتين لا تريان سوى الجانب السلبي من الحياة ، أما أنا فأحسستُ أن جسدي برمته قد شُلَّ جراء هذا الحادث الأليم من والدٍ لم أعد أرى فيه سوى ظلٍ تتحكمُ به زوجته كيفما شاءت . ماتزالُ صورتهُ ماثلةً أمامي حيثُ كانت أوداجه تزدادُ انتفاخاً وصوتهُ علواً ومقلتاهُ اتساعاً . كل كلمة كانت كرصاصةٍ صوبت إلى صميم فؤادي ، لم يكن بوسعي أن أتناساها أو أداويها ، فقد شعرتُ بأن نفسي تغربلت من الخدوش!التي وجهت إليَّ جوراً وزوراً جراء تلفيق الأكاذيب ببراعةٍ لا تساوم . . 
يسِمونني بالجنون ، آهٍ ماذا أفعل ؟ مكلومةٌ أنا . . فماذا لو 

الصفحة - 19 - 
رواية ابنة الشمس* 
الروائية أمل شيخموس 

قررتُ بصدقٍ الإنتقام من هذه الحشرات الضارة ؟! ألا يرتاعون أن أمحقهم وأن أشُنَّ كل كل طاقاتي لتدميرهم ؟! 
إنهم لا يكفون عن الضغط المستمر على أعصابي في هذه المرحلة العمرية الحساسة .
بدأتُ فعلاً أخاف أن يلوثوني بالحقد العنيد الجائع ، حتى حقُ التنفس السليم لا يدعونني أهنأ به . . الضحكُ مكبوتٌ ، الحبُ ممنوعٌ ، البكاءُ مدفونٌ أفرغهُ تحت طيات الكتمان ، فلو رأوني هكذا سأتهمُ بالتعدي على كرامة النرجسيين . لم يعد بوسعي استيعاب المزيد من الآلام وإشاراتُ الاستفهام الضخمة التي تُنقبُ عن أجوبةٍ عقيمةٍ هي ليست لصالحهم . دعوني أتنفس لأرتاح . . طموحي . . آمالي . . إنسانيتي كلها مهانة ، بحرٌ من الصبر وطول البال أهديه الآن لكم ، لكن لا تتمادوا ، أرجوكم لا تتمادوا أكثر فأنا أيضاً روحٌ وجسد ، لا ترغموني على الولوج في مجابهةٍ أكبر مني ستنهكنا جميعاً وتدفعنا إلى الهاوية السحيقة  مبكراً . أعطوني القليل من الابتسام وال . . كي أستطيع العيش بها كباقي البشر . . آهٍ و آهٍ مأساتي لا تكتب ولا تقال . . لقنتني الحياةُ ما لم

الصفحة - 20 - 
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

عيشُ الفقير بقلم راغب العلي الشَّامي

عيشُ الفقير عَتِبْتُ علی الدُّنيا ومَا أنَا عاتِبُ          وألْقــيْتُ أقْلامي وقِيــلَ أَكَاتِـــبُ يَمرُّ أُنــاسٌ في حياتي تَــرَحُلاً  ...