كسرت حُصونًا*
تأبى الجباهُ بأن تذلَّ لغاصبِ // والسجنُ يزخرُ بالعلا وكواكبِ
وترى الوجودَ بلا قيودٍ مرةٍ // تفني الحياةَ كما الأسيرِ الغائبِ
فتمرَّدتْ مثلَ الصواعقِ والضحى // وتألقتْ في صبرِها كالراهبِ
حتى أناختْ سجنَهم بمهارةٍ // سقت العقولَ بفهمِها والطالبِ
كسرتْ حُصونًا بالمعادنِ أشرِعتْ // كمراتها غطَّتْ سوارَ الغاصبِ
والجًندُ في كلِّ المنافذِ قد علتْ // والكهرباءُ كما النهارِ الغائبِ
أدواتها مثل الملاعق تقلعُ // الباتونَ والأحجار رغمَ الحاجبِ
تبقى سنينَ في عِراكٍ واثقٍ // بالنَّصرِ والفتحِ القريبِ الغالبِ
فنجوا ونالوا كالورى حريَّةً // مغموسةً بالاصطبارِ الثاقبِ
سبقوا الطيورَ في سماءٍ أطلقتْ // كلَّ البشائرِ والخيار الصائبِ
الموتُ أولى من سجونٍ تُزْدرى // من كلِّ خلقِ الله حتى الخائبِ
نفقٌ تجلى في عقولٍ خصبةٍ // هزمَ الكيانَ وبالجسورِ الواثبِ
شحدة خليل العالول
*فرار ستة من أبطال سجن جلبوع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق