الخميس، 30 سبتمبر 2021

صفحة ٢١ و ٢٢ من روايو إبنة الشمس بقلم أمل شيخموس

 تلقنهُ لإنسان ، طعنتني بشراسةٍ ولم أقف إلا على مفردات العذاب ، آهٍ من البشر والحياة والأحزان ، بتُ بكماء صماء من ثقل الجراح المثخنة وبلاغة الأقدار وعبودية الإنسان لأخيه بل لفلذة كبده الإنسان .

سحقاً لتلك المقادير التي تضعنا في مواقع  ومواقف صدقاً لا نحسد عليها ، وأني لأعترفُ بأن حياتي كلها مواقف صعبة وغريبة ، إني حالة شاذة في نطاق البشرية الساخرة أسير وأظنُ بأني سأبقى هكذا يبغون ربط مصيري ب " رمزي " يرونهُ فارساً مغواراً وما هو إلا سكيرٌ ماجن لاشُغل لهُ سوى تطيير الحمام فوق السطوح وملاحقة بنات الهوى . . سحقاً لك رمزي . . مهلاً أيتها الحشرات التي تودُ الفتك بي إني فتاةٌ عاتيةٌ كالرياح كالزلزال كالجنون مختلفةُ التفكير متميزةُ الإنسانية والروح سأكون دائماً غيماً يسطعُ بالنور . جلُّهم يصرحون بأنَّ أفكاري لا تنطبقُ على واقعهم ويبدو أني عالقةٌ في شبكة زمنٍ لا أشبههُ ، حتى موسيقاي محاربةٌ منهم أراها ملاباً أذفر بينما يحسبها الآخرون سخافةً وأنا أجدُ فيها ذاتي . ينبغي أن يكون لي صدىً يتداولهُ كل 


الصفحة - 21 - 

رواية ابنة الشمس*

الروائية أمل شيخموس


البشر بزهوٍ ، وأن تئزَ بعض الأفئدة حسرةً وندامةً لقد ذقتُ الكثير رغم إخلاصي للجميع لكن الدهر يومٌ لك وآخر . . يجب أن يروا يومهم الذي عليهم ، لقد أحالوني فريسةً لشرورهم ، لكني ورب الكعبة سأنتصر . . انتقامي سيكون انتصاراً يزهر له الربيع . ولى الليل ولم أنم بعد فوق السطح العالي أتابع ولادة الحياة حيث تبدو السماء للرائين من الوهلة الأولى لوحةً غامضةً معقدةً من الغيوم تتجلى فيها أسرار الكون . . أخذ الفجرُ يسحبُ أول أنفاسه ، إنها بوادرُ استفاقة الأحياء من الموت المؤقت الذي يلوحُ على صفحة السماء قبل دقائقٍ ، كان الصمت مطبقاً أنفاسهُ على الكون . . ثانيةً ثانية تزدادُ الحياةُ تفتحاً حيثُ عزف العصافير ينمو تدريجياً ، شيئاً فشيئاً تدبُ حركة الناس في الشوارع وها هنَّ بائعات اللبن القرويات قد سرن زرافات راجلاتٍ إلى المدينة فقط للحصول على أرزاقهن ، أحييهنَّ بشعوري الندي . . على شهامتهنَّ ونشاطهنَّ الذي ينمُ عن درئهن للجوع عن صغارهن ، اخترق هديرُ طائرةٍ تجوب الأجواء مسمعي فأدمت النظر إليها إنها التدريبات العسكرية لجنودنا البواسل حيث يرتسمُ 


الصفحة - 22 - 

رواية ابنة الشمس 

الروائية أمل شيخموس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

زركش القلم بقلم احمد عدنان الجياب

احمد عدنان الجياب  زركش القلم  متى سيضيء النهار اشراقته؟ متى سيبلل المطر اجسادنا ليكتب الورد حريته؟ هل التقت جروح الروح بالجسد لينثر الدم حك...