تجوسُ المنايا
تخلَّى الجميعُ ولم يحترمْ // ندا مسجدٍ للسلامِ العلمْ
ولم يبقَ في الصدرِ غير الذي // أطالَ السِنانَ وأرسى القيمْ
وأحيا الجهادَ الذي يستقي // شعار الرشادِ ليُحيي الأممْ
رجالٌ تجوسُ المنايا ولمْ // تسافرْ لأرضِ الهوى والعدمْ
لتحمى البراقَ الذي قد بدا // بثوبِ حزينٍ يجرُّ الألمْ
فصوتُ الأذان يشقُّ الأُفقْ // ويغزو الجَنَانَ فيروي الشَّمم
ويحيي الرؤى التي أينعتْ // كزيتونةِ المجدِ تُثري الهِممْ
فبعد ضياعِ الثرى والجبلْ // وحاراتنا والجدارِ الأهمْ
وهدمِ البيوتِ التي أشرعتْ // لصدِّ الأعادي وكسرِ الصنمْ
وغزو البقاعِ التي قُدِّستْ // بأمر الإلهِ وبذلٍ ودمْ
ففي كلِّ يومٍ ترى زيفهم // يقضُ الطهارةْ بزحفِ الرِّممْ
فسار الرجالُ إلى قدسهمْ // فهدوا الحدودَ ليرووا الشيمْ
فخار الكيانُ لوقعِ الذي // حمى قدسنا بالسلاحِ الأهمْ
بصاروخِ عزٍّ يدكُّ العِدا // فألقى الخرابَ وأرسى الغَممْ
فلا عاشَ من يرتدي ذلَةً // تطيحُ المعالي التي لم تنمْ
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق