وفجأةً فتحت أختي الصغيرة الباب على مصراعيه متفجرة بالعصبية . .
- ألا يكفيك أنك . . وما كادت تكمل عبارتها حتى استدار إليها وضربها على رأسها فهوت بلمح البصر ، اشتد الموقف حلكةً . مضطربةً أنظر إلى أخواتي يصرخن بهلعٍ وهنَّ رانيات إلى أختهم الطريحة تحت ركلات قدمه ، لم أتجرأ على التقدم لأني متيقنةٌ بأنه سيضطرم ، تشبثت توسلاً أن يعاقبني ويتركها . ماذا حصل إنها تحاول أن تردعه ! ! ! ! أتجرؤ هذه الصغيرة على مقاومته ؟ لم أره إلا ضاغطاً قدمه بعنفٍ على ضلوعها ويبدو إن ليمونة قد تحركت هذه المرة إثر الصراخ الصادر عن الحجرة حتى غدت هي أيضاً تدفعه عن الصغيرة ، وما إن يارب خطوتين حتى تلقف مديةً حادة وهو محمر العينين هاوياً بها على . . وسط تحصيناتي القوية بأن يرحمنا الله من هذه المصيبة . . لولا ستر الله وإسراع ليمونة بمسك يده في اللحظة الحاسمة وأخواتي متشبثات به متوسلات وأنا أصرخ بقواي :
الصفحة - 15 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
لا لا لن أعود لهذه الفعلة لكانت أختي الآن في عداد الموتى . أعترف أن ليمونة لم تقصر في الدفاع عن الصغيرة ، إذ أنها قذفت بجسدها على أختي كي توقف زوجها عن هيجانه اللامعقول بعد انتهاء الحادث الذي مازلتُ متوجسةً وسط دموعي أن الحرب العائلية حياة أو موت ، أخفيتُ آثار التأثر عنهما كي لا يشعرا بالتحديد وأن المياه عادت إلى مجاريها . عقارب الساعة تشير إلى الثالثة ليلاُ وشخيرُ والدي وزوجته يبلغ حجرتنا ، أخواتي قد خلدن لسطوة النوم . مازالت مشاهد والدي تتراءى لي وكلماته تطنُ في أذني عندما كنت أقول له :
أحبك والدي . . أمضيت ماتبقى من الليل في اجترار خشونة الأيام الماضية ليمونة التي نفثت سمومها في جسدي ليل نهار ، لم أذق طعم الراحة والأمان في كنفها ، وغالباً ما حلمتُ بأفاعٍ تريدُ مهاجمتي ولدغي ولكني لحسن الحظ أنتصر عليها في كل المرات وأقتلها بكل بساطة وذلك من فضل الله عليَّ ، لأني كنتُ أنهض في كل صباح مشرقة الإيمان بأنَّ الله سينصرني على ضعف حالي ، قد أيقنتُ أن بقاء الحال من المحال وأن
الصفحة - 16 -
رواية ابنة الشمس*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق