رأسي ، وتراقص الكون أمامي بشكلٍ بهيج فوددتُ أن ألفُ العالم بذراعيَ وأقول له بأني رغم كل شيء لستُ سوى إنسانٍ محبٍ للخير رغم ما أقاسيه من ألوان العذاب انتابتني أحاسيسٌ حسناء فأدركتُ من حركات جسدي التي بدأت بالإلتواء والرقص مع ضربات الديسكو والفرح والجنون بأني ما أزالُ أحملُ في داخلي طفل الخير وشقاوة الصغار المحرومين ، تحمستُ للحياة البيضاء وتركتُ التنبؤات السوداء لأصحابها كي تخنقهم ببريق سعادتي وإنتصاري .
أسدلت خيمة المساء ستائرها على الكون الرخيم حتى سال شعوري كالغدير الحنون متلهفاً للمسة جنون تنير العشق في الفؤاد العطوف ، جزيرة قلبي الحسناء التي لم تطأها قدم إنسان متشوقةٌ لاحتضان برتقالات الأمان والإرتماء بين حرير الأحاسيس . . كفراشة حنين تفرشُ أجنحتها على أوردة الروح المتقصبة بقصائد الحب النبيل . أوصدت باب المطبخ الذي كان يصفقُ بعنفٍ بسبب الريح الهوجاء ، دلفتُ إلى الحجرة انضويتُ إلى أخواتي ملتحمةً بحماستهن وقد فرشن أرض الحجرة
الصفحة - 25 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
بكتبهن المدرسية . الأوراقُ والدفاترُ مبعثرةٌ في كل مكان . . الساعةُ تزحفُ نحو العاشرة . . سأخلدُ للنوم انزلقتُ في الفراش جوار أخواتي وسرعان مانشطت ذاكرتي مقصيةً عني غمامة الوسن وبدأت الأصوات والصور تهطل أمامي حول واقعات حدثت في الإسبوع الماضي وما مررتُ به من أحداثٍ مجحفةٍ بحقِ إنسانيتي وكرامتي التي رحتُ أجترها بكوميديةٍ ساخرة كي لا تمحقني يا للطرافة !! في ذلك اليوم كنت على موعدٍ مع مؤامرةٍ رخيصةٍ نسجتها عناكبُ مكر " لولو " التي اصطنعت لنفسها التبرير في حال كشف خيوط المؤامرة بأنها تودُ أن تسترني مع ابن الحلال ، وفي الحقيقة الأمر أن تتخلص مني لأني أمثلُ عائقاً بالنسبة لمخططاتها . . فالخطةُ تدورُ
كما يلي :
هذه الخاطبةُ أخت الشاب الأشقر الطويل الكامل الأوصاف التي تتنهدُ لحسنه الفتيات كما زعمت تنقبُ عن عروسٍ مثالية ، وفي طليعة تلك المواصفات المحددة أن تكون موظفةً تتقاضى معاشاً شهرياً كيف سمحت ليمونة لنفسها بالنفاق هكذا ؟ لا أدري بأني تلك " العروس " التي
الصفحة - 26 -
رواية ابنة الشمس *
الروائية أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق