الى اين؟
بقلم . الشاعر.د. عبد الفتاح العربي
تمادي، أمشي
حافية القدمين
بلا قيود
تخطي الحدود
نادي من وراء الاسوار
تخطي الاقدار
و تمددي على شاطيء
الرمل
و كوني جريئة
و غطي عورتك
فالظلام لا يراك
و الطيور لا تهواك
فلحمك مر المذاق
كالترياق
الى اين ترحلين
و أنت عارية
صنم بلا لحاف
يغطيك من البرد
و الحر يلفح وجهك
و يذيب مساحيقك
دعك
لا تذهبي بعيدا
فالحدود مغلقة
كعقول البلهاء
يجمعون المال
و يبيعون النبيذ
ليسكروا النخبة
ليبيعون لحوم
الحلال
و مباركة الدجال
فالزمن اضحى
بلا نكهة
فرائحة الدخان
تنبعث من الحمام
ففيها غسيل اللحوم
و غسيل العقول
ماتت البشرية
و العنترية
و حل الربا و الفساد
و ترجيتك ان لا ترحلي
فذهبت تبحثين
عن سراب مستراب
في كهف العبودية
فاطليت من وراء
الستار
فوجدتك عارية
يا للعار
اهاجرت من اجل
الخراب
و تواريت تحت التراب
و سافرت سفينة بلا شراع
منبطحة على ضهرها
يراك النورس
يحلق فوقك يرمي
بقذارته
فوق جسم هاري
الى اين و أنت لا تعلمين
ان الزمن غادره النسيان
و بقي فيه الحرمان
و الإدمان
دعك من بقايا حياة
مرماة
على قارعة الطريق
تلتقي المومسات
على اطراف المدينة
لتلتقط فتات
من رجال بلا حياء
و لا حياة
لا دم يجري في عروق
الوطن
و لا نبض في الزمن
و لا عقل يتدبر المحن
و لا هوى نقي تتنفسه
الاسماك
في حديقة مدمرة
و اشجار مسمرة
و قردة تتنطط على الاغصان
فاين انت ايها الانسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق