- إذاً أمكم لا تنجبُ سوى الإناث إحتمالٌ بالغ أن تكون ذريتكم أيضاً هكذا . .
بدا عليها الارتياع على مستقبل ابنها فهو لن ينعم بصبيٍّ لا ريب أن هذه أفكار أم أحمد التي لم تتفاءل بخطبتي أبداً ، وعدتها بدايةً معطوبةً فلاذت بالصمت عن كل أمر و غادرت مصطحبةً ابنتها . . لم أبالِ بزيارتهن التي كانت عادية بالنسبة لي ، فمن حقها أن تطمئن على نسل ابنها ، تفهمتُ ذلك دون أن أحلل الأمور كعادتي بأن الذكور والإناث من نِعَمِ الخالق . . لم تتسبب لي إلا بضحكةٍ عميقةٍ قفزت من أعماقي . .
قبيل أفول الشمس هبطت أم فضة دون سابق إنذار وهي تبثني فحوى زيارة سنية و أمها اللتين رحلتا بسرعةٍ ، وعينُ ما حدث :
أن سنية حال مغادرتها في المرة الماضية للريف جثت على ركبتيها واندفعت تتحدثُ عنكِ بحرارةٍ حتى تشوقت أمها لرؤيتك ، وتحمس أحمد لمرافقنهن ، لولا التزامهُ بالدوام .
ابتسمتُ قائلةً :
الصفحة - 61 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
إذاً سنية لم تكن تهزل ، فأعقبت أم فضة :
- ما تزالُ تتوقُ لخطبتك كما أن أخاها تشوق . .
- لم أعر هذا الموضوع أهمية كبيرة بل غيرت دفة الحديث بذكاءٍ بالغ لم أشعرها به .
غادرت هي إلى منزلها . . مكثتُ أتوغلُ تفكيراً : أحقاً هو مثاليٌّ كما يدعون أم أنهُ يلوعُ الفتيات ؟ ازدريتُ أفكاري حتماً إنهُ قاسٍ كالأغلبية . . لكني لن أدع كرامتي تسفح مع أيٍّ منهم مهما تعاظم التمويه والتمثيل ، لن أقع فريسةً بين الأنياب . . ودادُ أنا الحلم الورديُّ الذي لن أسمح بمساسه . . و تدافعت أمواجُ الشعور من قعري بأن يضمني إنسانٌ رؤوم . . حبذا لو ألتقي رجلاً يساندني فيما أطمح أن أترعرع في كنفه كالزنبق والريحان هيهات أن أجد مأوىً ليتيمةٍ مثلي بين ضجة الجماجم المليئة بالمصالح والغدر . .
الهاتف يرنُ بعصبيةٍ . . هذه المكالمة أسقطت الأحلام من بين يدي كما تتناثر حبات اللؤلؤ من العقد وتسقط إنهُ الأمرُ اليقينُ بالقفول إلى زنزانة الشقاء . . دهمني دوارٌ دراكوليٌّ عنيف ، روضتُ جيشاني بصعوبةٍ إثر تساؤل
الصفحة - 62 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق