الرسالة الثّالثة إلى ميلينا
كلّما نظرت في عينيك
ميلينا
أشعر بدوّار شديد
كسلحفاة داهمها البحر
إنّ فيهما سحرا عجيب
يسحبني نحو الأعماق
فأنساق خلفه أنساق
رغم إحساسي بالخطر
و ذاك البريق الفضّي
في طرفيهما
يجتثّ قلبي
حين تمتزج آهاتك
مع وقع إيقاع المطر
سيمفونيّة خرافيّة
تحفّزني لأراقصكِ
يخونني جسدي المخدّر
فأستحيل موثوقا كوتر
لا تلمسي يدي رجاءا
لا تلمسي يدي
فأنا حقّا مرتبك
وأخاف أن أحترق
لا تعجبي سيدتي
فرغم كلّ تجاربي
ورغم تآمر السنين على جسدي
ما صادفت يوما عيونا كعيونك
يقف عندها الزّمان
و يتبخّر العمر
*****************ه
ميلينا
هي المرّة الأولى
والأكيد أنّها الأخيرة
التي أجالس فيها
عيونا كعيونك
تصفّحت فيهما في دقائق
كتاب ذاكرتي
و أرشيف حبيباتي
و سخرية القدر
القدر الذي فاجأني
في نهاية الطريق
بأنّي لم أجتز في الحبّ بعد
بداية الممر
****************ه
ميلينا
أيّتها الأنثى الخرافيّة
يا أسطورة كلّ النّساء
جحافل مشاعري
تساقطت صرعى
على مشارف العيون
فماذا لو توغّلتُ فيك؟
فوصفت الجداول و الهضاب؟
ماذا لو رسمتُ على الأحرف
النقاط و السكون؟
و كتبتُ عن شوق العطر
لجسدك النبيل
و إصابة أحمر الشفاه بالجنون؟
حتى القصيدة
ترفض أن أنهيها
وقلم حبري يبكي في سكون
ينزف في سكون
ميلينا ميلينا
بقلمي أنا: حسن المستيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق