( الفنــــــون الشـــعريـــة المعـــــاصرة )
القسم الثاني
بقلم : فالح الكيــــــلاني
الشعر الصوفي فن من الفنون الشعرية قديما وحديثا . ويشكل الشعر الصوفي جزءًا متميزًا من شعر الغزل ويمثل الرمز الديني. ويمكن فهمه من خلال ثنائية الرؤية واللغة. فهو شعر يعبر عن رؤية داخلية تنبثق عن فهم الشاعر للآية الكريمة:
﴿ونحن أقرب إليه من حبل الوريد﴾ سورة ق:16.
وبناءً على هذا الفهم، جاءت قصائدهم محملة بالوجد والحنين إلى المزيد من القرب من الذات الإلهية. كما أن نصوصهم الشعرية تُظهر الأطوار التي مرت بها رؤيتهم الصوفية من حب الذات الإلهية الذي تغلبُ عليه العفوية والبساطة، إلى الرغبة في الحلول والاتحاد بالذات الإلهية وانتهاءاً بمفارقة الجمع بين الاتحاد او الفناء فيها والتي تمثل شطحات صوفية اتخذها بعض شعراء الصوفية راجع كتابي ( المختار من شعراء التصوف وعيون الشعرالصوفي ). ومن شعراء الصوفية في هذا العصر الشاعرة الفلسطينية المغتربة ختام حمودة تقول :
تَــألَّـقَ كُــحْـلٌ بِـوَسْـطِ الْـحَـدَقْ
فَـسُـبْـحانَ رَبّـــيَ رَبُّ الـفَـلَـــقْ
عـَجَـنْتُ شُـعـوري بِـحُـبٍ عَـتيٍّ
فـَـطـارَ الـشُّـعـورُ بـِشِـعْـرٍ بـَـَرقْ
أهَـدْهِـدُ صَـبْـري بِـلَـيْلِ الـضَّنى
وَمِــنْ فـوْق ضِـلْعي يَـحطُّ الأرَقْ
أكَـفْكِفُ شَـوْقي بِـوَعْد الأمـاني
وَوَعْـــد ُالأمـانـي سَــرابٌ دَفَــقْ
وَكَـــمْ أتْـعَـبتني عُـثـار الـلَّـيالي
فَـسَـبَّـح طَـيْـرُ الـمَـدى وَاعْـتَنَقْ
وَمــا الـحُـبّ إلا كُــؤوس الـمَـرارِ
وَبِــضْـعُ أمــانٍ وَبِــضْـــعُ قَــلَــقْ
وَكُـنْت الأصـيل بِـحُضْنِ الـسَّماء
وَمِـنْ حُـزْنِ بُـعْدِكَ فـاضَ الـرَّمق
وَمـــا زالَ عُــمـري وُرودًا تَـمـيلُ
وَقَــطْـر الـعُـطورِ إذا مــا انْـدَفَـقْ
وَأنْــتَ حَـبيبي وَروحـي وَقَـلْبي
وَأنْـــت شُــعـورٌ بَـحَـرْفي نَـطَـقْ
فَـكُـنْتُ أنــا رَوْعَــة فـي الـخِتامِ
وَكــانَ الـخِـتام بِـشْعري الأحَـقْ
وَأخْــتِـمُ قَــوْلـي بِــهـذا الـكَـلام
وَكُـنْـتُ بِـشِـعْري وَحَـرْفـي أرَقْ
وهناك الكثير من الفنون الشعرية التي ظهرت في هذا العصر تقاربت او تباعدت من غرض الى غرض اخر .
واخيرا اقول ان الشعر العربي يعيش ازمة ثقافية كبرى خاصة بعد ثورات الربيع العربي التي كانت وبالا على المجتمع العربي وتمزيقه حيث أصبح القارئ بعيدا عن الثقافة والادب والابداع وذلك يعود لأسباب عديدة منها انتشار المعلومات الالكترونية وانتشار ثقافة الرأب في العالم العربي ومدى محدودية الفكرالعربي الذي أصبح يستهلك ولا ينتج نتيجة الاحداث التي المت بالمجتمع العربي والتطاحن الفكري . لذلك ارى أن الشعر لابد أن ينفتح ليستوعب كل هذه الامور فيكرسها ومن ضمنها مشاكل الشباب الاجتماعية والنفسية وأن يمس تجاربهم الذاتية .
وقد انجب هذا العصر شعراء فطاحل كان بعضهم مخضرما مثل الجواهري ونزار قباني ولطفي الياسيني ومنهم ايضا مثل محمود درويش وجميلة الماجري وباسل البزراوي ووفاء عبد الرزاق وعبد الناصرالعيسوي وغيرهم كثيرا الا ان اشدهم عودا واصلبهم شعرا هو الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري شاعرالعرب في هذا العصر لذا فهو امير الشعر اواميرالشعراء ايضا في هذا العصر وليست هؤلاء الذين تترشح لهم قصيدة في برنامج فيطلقون عليه (اميرالشعراء ) فالجواهري ذو شاعرية فذه وتعد بعض قصائده روائع الشعرالعربي وعيونه .
لاحظ كتابي ( دراسات في الشعرالعربي واماراته الصفحات 313- 323 ) طبع دار دجلة ناشرون وموزعون \ عمان - الاردن
امير البيــــــــــــان العربي
د. فالح نصيف الكيـــــــلاني
العر اق - ديالى - بلــــد روز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق