معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس يكتب :
( نصفك الثاني أنا )
.........................................
نصفك الثاني أنا
يا امرأة مرمرية
زهزهت زهراتها بين القتام
كيف حالك وأنت خلقت في الضو
من انبعاث دخان و بلاط رخام ؟
وبك النور يروي حقولا ويضوي عقولا
ويزهو فخورا ويزوي باقتدار
بشعشعة المدام بساحل وأنهار
بين حنايا اللؤلؤ كنا نشدو
ونتشدق بالغرام ؟
فكيف انفرط ورد الوئام
وانكسرت مزهرية العشق التي
تفتقت بين يديك أشواطا بالغمام
وكانت أشواكا وقتادا ومراما
في مرايا انكسار ؟
أكنت تسيرين بين السحام والزحام
بارتجاف وانكماش والتئام
وسط الجام وزخم الآلام والآكام ؟
أم ماتت كل البراعم التي
عشقناها معا قبل الآوان بأوان
وعشقتنا دموعها بزخات الأمطار
في ثنايا الأكمام
بين الأحراش والأهواز وأسوار
شقائق النعمان
وما أتت رائحة التفاح من سيبويه
بالود أو بخضار انبهار البان
لقصور حدائق معرة النعمان
فمن سيصدر الأحكام بعد زيف الأحكام
ويقول في التحقيق :
إنك ثمرة بابلية وشامية وقاهرية
وعينك الساهرة الخالدة الهارونية
وحي إلهام موسوي بتوراة لا تنام
فكيف تحولت الخالدية
لكومة تفاقد وسهد ورماد
وبريق نمط وسؤدد وسواد
وأنت مرابطة ومعتصمة
بربقة الخاتم والسوار
وعاتية وهلامية وهيولى
وأضغاث رؤى وأحلام
وقصة حكي بفؤاد لفؤاد الزمان
وقشر تبر وتراب خير وقشيب بعاد
وجسر شهد بجذور نخل وعنب
وتين ونبق وخبز ورمان
يتذكر ماضيك حبق الأغصان
وروعة فنن الأوراق تناديك
بعبق وازدهار
أما كرهت نمق الانزلاق لجواريك
بألق احتضان واحتضار
لعالم مثالي ومفضال وبراق
وعلق سحر وأنغام
وقيظ جدار بشمس احتكام ؟
...... ...... ....... ....... ...... .......
معروف صلاح أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق