إهداء ...
يسر إدارة مجلة ضفاف القلوب الثقافية
أن تقدم هذا الاهداء للشاعر الاستاذ
بادر سيف نظير نصه الذي طرز به جدارية المجلة والذي حمل عنوان
( حبق التروبادور ثقوب القلب )
مقاربة نقدية في النص ..
نصكم استاذنا الفاضل هو نص ذو إيقاعات تحاول الخروج من دائرة النص الصاخب نحو الوجدانيات , تبدو فيه الأحاسيس المرهفة والإتساع بالحس الإنساني مع لهجة خطابية حماسية بطلها متحمس مقارع عموما
وهو ما يطلق عليه ( النص المواجه )
بمعنى أنه أقرب إلى البحث عن التعبير الشعري الانتقائي المتمحص اساسا عن العقل الواعي الذي يمتاز بالرقة والعذوبة وغناء الروح المعاصرة مع تعويل واضح على تجربة الإنسان العاطفية ..
وتبدو في النص بعض التوجهات نحو الطبيعة كانعكاس عن المشاعر الإنسانية التي تنظر إلى الحياة بتفائل وثقة وحب وتفاني مع الأخذ بعين الاعتبار أن اعداء النص الأساسيين هم الخمول والوجود العبئي , ويطمح إلى حياة مليئة بالديناميكية والعطاء حيث تعمق النص وتألق عاطفيا من خلال عمق الاحساس الإنساني ..
وفي النص نجد بواعث الحلم والحركة والتقدم نحو العلاقات الأكثر نضجا ..
ومما لفت انتباهي هذه العنونة المرمزة بذكاء بالغ في الدلالة الثقافية لدى اديبنا وهي
( حبق التروبادور ) ..
حيث عنى اديبنا الفذ بكلمة ( حبق ) بالريحان
في لغتنا العربية وهذا من باب اللغة ..
ومن باب التراث والتاريخ أشار اديبنا إلى الشاعر أو الموسيقي ( تروبادور ) الذي عاش في القرون الوسطى وكان يؤدي أدوارا أو يخصص شخصا لتأدية هذه الأدوار منشدا اشعار ألقاها عند الملوك والسلاطين في الجنوب الشرقي لفرنسا وسرقسطة في مملكة ارغون وضواحيها بالخصوص ..
وأصل هذا النوع الموسيقي أندلسي
واسم الكلمة مشتق من ( طرب )
أما كلمة ( دور ) فلقد كانوا يعزفون الموسيقى متنقلين بين القصور .. أي كانوا ( يدورون ) من قصر إلى آخر ...
وفي نهاية مقاربتي النقدية لهاذا النص البديع
ارى أن كلمة ( ابدعت ) هي ضنينة في وصف ما نثرتم ..
وان انتقي عبارات تعبر عن مشاعري الجياشة تجاه نصكم هو درب من دروب المحال بل .. وأبعد من بعيد ... فريشتي تعجز عن الوصف .
قبعتي اديبنا الفاضل ..
بقلمي .
محمد إبراهيم ..
احترامي ..
وهذا ما جاء في النص المشار إليه بقلم اديبنا الفذ الاستاذ :
( بادر سيف )
.......................
حبق التروبادور ثقوب القلب * بادر سيف
هذه الليلة سأشرب ماءا مالحا
في الصباح استمع إلى نثار النبض السابح في نار التأمل
،،، قمران
و حبق منتصف الطريق امزجه بهال الصبر
اعلق مزماري الخفيف
انظر إليه بتمعن المشتاق
أتلهف إلى لقاءات شهية مع قمر يسرق الضوء
من عيون الينابيع
و مشاتل الريح
ارعي قمر الأنبياء أتوسل للجهات عزف ما تبقى
من حبات الرمل
أرسلها حبة حبة إلى مضائق الدهشة
/ أنا التروبادور
قمر يدور يدور
امشي إليه في مهل النسور
ولي قلب الحدس الساكن في توازي العلامات
/ علامات الصمت و البخور
لا انسج من العبارات أسلاك رجاء للشعور
بل أسبح في فوضى الغرور
في لازورد الذكريات الشبيهة بروابي الفصول
تلك قصائد الشعراء و الدهور
أصدقاء الرعاة و المجانين و مدمني التبغ
و الفجور..صعاليك الليل و النهار
ومن جسد سفرجلة عتيقة
امتص نسغ اللهو و الألحان و الحرور
امضي إلى خريف لا أريد زنابقه الندية
و أنا الشمال المر و العبور
إلى سحنة اللغات طبق المعاني
أرصدة القبور
ضحايا الدموع قبرات الثواني
أجيء إلى تربة آهلة
تغرق في زهد اللحظات زهرة للنور
تحب الحياة ، اعراش الصوت
آهل بالضوء لصوص الدموع
جئت وحيد
احمل معاني كثيرة لريح الجنوب
فقاعات اللسع ، عتاب الضحايا
أمسح باليمنى ما تبقى لي من ذكريات
أزاوج بين فيروز المكان و حلكة الأوجه المحترقة
أنا / التروبادور
أشقى نهارا ليلا لا أنام إلا إذا سمح الوحي بذلك
أقطر عسلا عنبا و ماء
احدث الأطيار الصافات
العائدة إلى لهج المنابت
عن أفول المطر
نهاية الخواصر
أبيع تسكعي في حلمي المعتق
أسبح في مرايا النوافذ المشعة بلسع القرنفل
علني أسوي من التحف النافقة كأس نبيذ
و أعصر من جلجلات التقصي ربابة الانتحار
ظلا مريدا
رتلا يليق بمعشوقتي
أنا الوقت في زنار المسالك المكتظة
بمصابيح الشغف
وأنا الأمل المنتظر
اثقب قلب الوشاية بغمامات
شارع يأن لوطء الصدى
أعاكس أشهرا باقية
من نوافر الضمير و السراج
بياص يغص بزينة بحر هائج
امسح الثلج بنول الكنايات
غابات معنى تنز بطيش الغواية
قلادة من رياش الحمام
تصدى لخروبة في المنام
أجمع تعب المدن الهائمة
أخبئه هدب الوصايا
سرب لقاء
لتبكي غيمة بالمدام
في مساء حزين
نهر بخيل أنا
دخيل على سراج الزهور و المستحيل
دهور تكالبت حولها الأوسمة
أزف الشموس لقبة في غطاء المشاهد
ليلي أعاهد أبيته عاري النواجد
كيمياء لقطف خلاصة الأنبياء
خضرة في حليب الأماني
فجر يفتت الكستناء
عابر لرجة في زمان التشهي
أنا الصولجان
إمام الندى
... في قلبي ثقب ،، ثقب الأمل
غموض الرياش ،،دمع الكمان
ظلام الجهات و السوسنة
ماء يغير مجرى الكهولة
يركض في وريد النوارس
مجازات مهر يلف الكآبة
سراب القبل
اشتياق المواسم للسنبلة
و اهرب من حلم لحلم
حاملا أرجاء نصفي لميراث عشق الفجل
بالقلب ثقب نجمة عابرة
إلاه قديم من عصور الخجل
رياح لواقح أقول مقل .
** بادر سيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق