قصة قصيرة
بعنوان (الرسالة الأخيرة )
مع بزوغ الشمس ليوم جديد في حياتي بعد ما تناولت طعام الإفطار أخذت كتبي ودفاتري وخرجت من البيت متوجها إلى المدرسه، وأثناء مروري التقيت بفتاة جميلة كأنها ملاك أو حورية فأصابني الذهول والإندهاش من هذا اللقاء الذي لم يكن في الحسبان، فكنت أمشي وأنظر إلى الخلف وهي واقفة في مكانها يعلو وجهها إبتسامة كشمس مشرقه ، كانت خطواتي بطيئه جداً وتتمنى عدم الذهاب إلى المدرسة، فكنت أمشي وأنظر إلى الخلف والمرة الثالثة نظرت فلم أجدها ، فأخذت التساؤلات والشك يراود عقلي فقلت في نفسي هل أنا في حلم أو حقيقة؟ !
أصبحت مذهولا وبتفكير عميق مما جرى، وصلت إلى المدرسه ودخلت الصف وأنا مازلت شارد الذهن والتفكير، بالرغم أن جسدي داخل الصف إلا أن عقلي وتفكيري في محل آخر، انتهى اليوم الدراسي وخرجت من المدرسه مسرعا، لم يستطيع زملائي من اللحق بي كأننا في ماراثون سباق أو على بساط الرياح ينتظرني ليأخذني وقبل الوصول إلى نفس المكان أخذت خطواتي تقل من سرعتها رويد... رويدا، فوجدتها واقفة في نفس المكان كأنها لم تتحرك أبدا منذ الصباح فنظرت نحوها فابتسمت كأن أشعة الشمس تخرج من بين ثناياها وكنت أريد ان أطرح عليها سؤالاً ، ولكن بسبب شعورى بصوت خطوات أقدام ورائي تركتها وانصرفت إلى البيت.
**مرت الأيام والشهور وذلك الموقف يتكرر معي عدة مرات فقلت في نفسي ، ماذا تريد منى هذه الفتاة ؟!
وأثناء تلك الحيرة جاء عصفور وحط أمامي كأن هدهد سليمان رجع من جديد لكي يكمل مهامه ، فقلت للعصفور :- من أين أتيت ؟ وماذا تريد !
رد العصفور قائلا: أريد إخبارك إن الفتاة تحبك، وأتيت من عندها لكي أنقل رسالتها، فشعرت بدقات قلبي تزداد سرعة يكاد يخرج من بين ضلوعي ، فوضعت يدي عليه وقلت له : إهداء... إهدأ.
فسألني العصفور : ماذا أرد عليها ، هل تحبها أو لا تحبها ، اخبرني ؟!
فتزداد دقات قلبي وكأنه يقول للعصفور : نعم أحبها . نعم أحبها .
تمر الأيام والشهور والعصفور ينقل الرسائل بيننا، فقلت يوماً للعصفور : أريد أن ألتقي بها، فاسألها إن كانت ستوافق ؟ فذهب العصفور لبرهه ورجع قائلا : إن الفتاة رفضت اللقاء وقالت أيضا : لاتريد أن تلتقي فيك وسوف يكون لصالحكما في المستقبل ! تمر الأيام ونحن على هذه الحال حتى أكتشف أمرنا لأبوينا، لم نكن نعلم ما تخفيه لنا الأيام حتى وقعت الكارثه عندما جاء العصفور يخبرني برسالتها الأخيرة تقول فيها : لاتحزن عليّ ، وهل أدركت سبب رفضي بعدم اللقاء بك، وقالت أيضاً إن حبك سوف يبقى في قلبي إلى الأبد، كما تمنت لي حياة سعيدة وأن أتزوج بفتاة جميله ورائعه جداً...
بقلم/ أحمدمحمدالحاج القادري
اليمن.
٢٠٢١/١١/٩ ميلادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق