(( حينَ رحلتِ ))
حينَ رحلتِ دونَ ان تعرفَ لكِ العين طريقا لاودعكِ . تحطّمتُ تشظّيتُ لحدِّ يصعبُ تجميعي, وقد بدا كلّ شيء من حولي بلا معنى , الاشياء فقدت بريقها وكساها الشحوب وهي تفتحُ ابوابها للريحِ العقيم , وترفعُ اشرعتها كانّها تتأهبُ للرحيل , والكونُ على سعتهِ في عيني يضيقُ مثل نظرة الغريق وهو يلفظ انفاسه الاخيرة . صار الهواء الذي اتنفسه في رئتي اختناق واحتراق . اسيرُ في شوارعٍ بخطى لايعرفُ لها قرار, وقد تنكّرت فما عادت تستقبلني بلهفةِ وحفاوة . كلّ زاويةٍ في الكونِ اصبحتْ منفى , والدموع اهٍ من الدموع اثقلتْ اهدابي وهي تخطُّ احزانَ السنين ’ وفي داخلي صراخُ البواخرِ يعلو عند السواحلِ لحظة الرحيل . لاشيء امامي سوى ملامح وجهكِ المحفورة في قلبي تلوحُ في الافق حيث اقفُ بانتظارِ احتضانكِ . ضائعٌ انا من اقصاي الى اقصاي اهادنُ احزاني المدللة فبعضي مستسلمٌ وبعضي يهادنُ كي يعيشَ على بعض ماتبقى من حطامي . لا وطنٌ لي ولاسماءٌ ولا احلامُ تساوى عندي البقاءُ والغيابُ .
اوما تعرفين ان الحبّ بالفراقِ يصبحُ اقوى, والحنينُ اطغى والبقاءُ شبهُ مستحيل . حين رحلتِ دون ان تحظى العينُ بنظرةٍ منكِ لاودعكِ , كأني صلبتُ والطيرُ تأكلُ من رأسي .
.....
بقلمي وريشتي/ غزوان علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق