فأجابتها جدتي بزهوٍ :
- نعم ذات الشعر المقصب .
- فأردفت تلك المرأة :
- أهي مخطوبة ؟
وراحت تغازلني من صميم فؤادها ، وعند مرافقتي لها بالخروج قالت :
ليتني عُميتُ قبل أن نعقد قران ابني البارحة ، لم أسمع قط أن جدتك لها حفيدة . .
ودعتُها بحرارةٍ و عدتُ للحجرة متنفسةً الصعداء إذ بأم فضة تغمزُ جدتي متخابثةً :
أجزمُ أن وداد ستزفُ إثر زيارتها لكِ .
واستدارت ترمقني : - ماقولكِ ؟
توردت وجنتاي أجيبها : - مايزالُ هناك متسعٌ من الوقت . .
وقد حسمت جدتي أن تتناول أم فضة عندنا وجبة الغذاء وقد أذعنت للأمر شرط أن نطهو الفاصولياء والرز ، وما إن هممنا بإعداد المائدة حتى أمدتني بسر سفر سنية المباغت ، وهو أني حُزتُ قلادة إعجابها . . وجمتُ مرددةً :
الصفحة - 57 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
- وما شأني أنا ؟!
- أسهبت أم فضة :
لقد أسرعت تنبأ أمها بأنهم قد عثروا على ضالتهم .ياللسذاجة ! فهما في سعيٍّ دائبٍ عن تلك العروس التي وما إن يجدونها حتى يفشل أحمد مخططهما بالرفض ، أحمد له شخصيةٌ مستقلة ولن يرضى أن يرتبط على مزاج أمه و أخته .
- وداد إن سنية طيبة القلب لا تبالي بها . .
غادرتنا أم فضة . . وقد هبط المساءُ سريعاً فقد كان وجودها يفورُ نشاطاً ، الساعةُ تحبو نحو العاشرة والربع استلقيتُ بجوار جدتي ويبدو أني غصتُ في نومٍ عميق دحرجني بين لججه . .
وفي اليوم التالي حضتني جدتي على التنزه بين الحقول . . ها هو ضوء الشمس ينسكبُ في قبعة النهار ، سرحتُ بين الأشجار بنشاطٍ أتأملُ السهول والفرح المسعور في محيا القرويات اللواتي يسرحن بالغنمِ ، يذهلني منظرُ قطعان الماشية المبعثرة في أرجاء المكان وهي تقضم الأعشاب الغضة . . ما أعظم الله ! سيغدو هذا
الصفحة - 58 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
✨🌞
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق