الأربعاء، 3 نوفمبر 2021

مقالة نقدية لنص سلبياتنا ٢ لسمير تيسير ياغي بقلم محمد إبراهيم

بعد التحية
مقاربة نقدية تغوص في اسبار
وأهداف مقالات الأديب الشاعر
Samir T. Yaghi 
وعنونتها ( سلبياتنا ) وجاءت بعدة اجزاء ..
تحدث فيها عن أن كثيرا ما كان تقييم أخلاقية المثقف والمصلحة العامة والشخصية ما يزال مجال سجال وخصوصا بين المثقفين أنفسهم .
إذ لكل صاحب رأى ما يسردة من أدلة وبراهين في هذه القضية ..
وهذه المقالات تناقش تلك الصفات من خلال نظرة اديبنا الاستاذ  _ سمير ياغي _  إلى ادوار المثقفين  بهدف وضعهم جميعا أمام المسائلة ... وذلك في إشارة لهم :
( استيقظوا يا رعاكم الله ) ...
إن كتابة اديبنا عن دور المثقف يكاد يرتبط جوهريا بمفاهيم أخرى ومن أهمها النقد الادبي
إذ لا يستقيم الحديث عن دور المثقف من دون الحديث عن النقد كأداة وممارسة والمثقف كأداة يسائلان ويقفان في مواجهة أي فكر هوياتي يقوم على اعتبار أن هنالك هوية ثقافية سرمدية مكتفية ومتماهية مع ذاتها ..
ومن خلال استجواب أي سلطة تسعى للهيمنة والسيطرة  اكانت هذه الهيمنة عن طريق السياسة ام الثقافة فإن اديبنا _ سمير ياغي _
في كتاباته المتعدد وعنوانها _ سلبياتنا _ يهدف إلى تثبيت تعدد الأصوات بدلا من استبداد الصوت الواحد .. وإلى إقرار تمازج الهويات والحضارات وعدم الانكفاء في واحدة منها ..
وإلى الإنتباه الدائم إلى أن الهوية الثقافية هي في مسار تطور دائم .. وأنها وريثة ما سبقها ..
وهي في حالة حوار مستمر مع الثقافات الأخرى ..
بهذا  المعنى فإن ( الأنا ) نوع من ال ( نحن ) على الدوام  ذلك بأن هذه الأنا التي تؤمن بفرادتها .. وتتغنى باصالتها .. إنما هي مكتظة بحضور ( الأنوات ) الأخرى ..
وهذه ال ( نحن ) تحوي في داخلها 
( هم ... وانتم ) واي محاولة لألباس قبعة واحدة ووحيدة لهذه ال ( نحن ) إنما هي إخضاع الكثرة والوفرة والتعدد لصوت وصورة  ايقونية واحدة ...
وهنا من النافل القول إنه يرتبط دور المثقف عند _ سمير ياغي _ بنوع معين من الثقافة والفعل الثقافي ..
وعندما نتحدث عن الثقافة يمكننا أن نميز بين مفهومين لها :
الاول :  باعتبارها نوعا من توحيد دلالات الرمز والمعنى لدى الجماعات وهي بهذا المعنى تشكل المخزون المعرفي والمجالي الوجداني لجماعة معينة فتتغلغل في الوعي واللاوعي لتصبح شفافة وبديهية وجاهزة دائما للاستعمال والاستحضار في الفرح والحزن وفي الطقوس المختلفة وفي طرق التعبير عن المشاعر ..
وهذا المفهوم يسعى لتكريسها كعامل إجماع وموضع اتفاق ..
والثقافة هنا هي اساسا موروث يعبر عن طريقة معينة في الحياة ..
فعندما نتحدث عن ثقافة شعب معين فنحن إنما نتحدث عن طريقته الخاصة في الحياة والتذوق ..
غير أننا نتعامل مع الثقافة ضمن مفهوم ثان ذي نكهة كونية موضوعية تعتبر الثقافة فعل تجاوز مستمرا يقوم على قدرتنا على الابتعاد عن بدائية ارتباطنا بالطبيعة وفطرية هذا الارتباط 
وعلى قدرتنا على صوغ حريتنا وممارستها 
ذلك  أن الثقافة هنا هي جهد دائم ..
إن الفعل الثقافي ككتابة قصيدة أو اخراج مسرحي أو اكتشاف علمي أو تأليف مقطوعة موسيقية يحيل إلى فعل فردي يقوم على الفرادة والتجاوز والتجديد وعلى استئناف الماضي وموروثه وتقديم تفسير ومعنى جديد للعالم الذي نعيشه ولتجاربنا المعاشة ..
بناء على هذا الطرح يمكننا أن نفكر  في نموذجين من المثقفين :
نموذج يرى أن دوره الأساسي خلق الإجماع وتوحيد المعاني وصوغ احلام الجماعة ومشاريعها الكبرى ..
بينما يقف النموذج الآخر  في حالة استفسار مستمرة فيستحب الإجماع .. ويخشى الإتفاق ..ويبقى في حالة مساءلة متواصلة مع تلك القيم السائدة ..
في نهاية حديثي اثني على ما قدمه اديبنا وشاعرنا الفلسطيني _  سمير ياغي _ 
بأن شخصية المثقف تبقى جذابة آسرة وإن كان يعتقد أن قدرة  أي  مثقف  على الاستقلال الكامل عن المجتمع .. ومغرياته .. هي قدرة محدودة .. 
وأن علينا أن نبحث عن استقلال نسبي وليس استقلالا كاملا .
قبعتي استاذنا الفاضل .
استاذ سمير ياغي .
بقلمي .
محمد إبراهيم .
احترامي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...