هنا القدس ..
بقلم الشاعر : خالد اغباريه " فلسطين "
هنا كلُّ الكتبِ تحترق
هنا كلُّ شيءٍ يدخلُ المنطق
هنا تهوي رصاصاتٌ
في العمق
كورودِ كلِّ حقباتِ التاريخ
والإنسانِ والحقوقِ
ومن سُرِق
هنا أطفالٌ بعمرِ الوردِ لا يعرفون الخوفَ والوجع
ويعيشون في صحبةِ الألغامِ والوجع
يُهَدِّدُهُم أزيزُ الرّصاصِ في أيقونةِ الفزع
هنا الأطفالُ كلُّ أحلامهم
تُسرق
هنا الشيخُ تقودُهُ عُكّازٌ
وعقلُهُ المَوْزونُ كلُّهُ ألغاز
يُلَمْلِمُ جراحَ جسمِهِ
ويَنثُرُ الدَّمَ على الطرقات
مِنَ انفجارِ لُغْمٍ
ورائحتُهُ كالوَردِ كلها
عَبَق
هنا امرأةٌ على أشلاءِ أبنائِها تَقف
وشظايا قذيفةٍ تُضَرِّجُها والسُّقُف
تُحَوْقِلُ ... تَسْتَغيثُ ... تَرْتَجِف
وتَصيحُ بِصوتِها
حَدَّ الوَجع
هنا القدسُ قِبلةُ الانبياء
تَحترِق
هنا تتَلَوَّنُ الورودُ من دمِنا
والثَّوبُ الأحمر
أصبحً ألوانًا
تمسحُ دمعَ الأقصى
وتَخْتَنِق
هنا تَسيلُ الأنهارُ مِن دمِنا
نَحوَ الشَّفَق
وبوابةُ فلسطينَ مُسرعةٌ
تَخترق
هنا فجرٌ يُضاهي سوادَ ليلٍ مُستعِر
حين تمُرُّ مركبةٌ
وحين تمرُّ قاطرةٌ
وحين تمرُّ ثاكلةٌ
وحين يَعلونا الأَرَق
هنا نعيشُ في قلبِ الأحزانِ والأحشاء
فلسطينُنا للجُناةِ مقبرة
جُثثهم فيها تندلِق
ومنها يتلَبَّدُ الأُفُق
هنا الموتُ يقودُ قنبلةً
تُزمجِرُ في جنازاتِ الأطفال
وتَنثرُ في الحقول
سُنبُلة
هنا الألغامُ
تسكبُ جنونَ حقدِها
على من صام ..
على من صلّى
وفي أرضهِ
انزرع
ومن موكبِ الخِتيارِ والياسين
الراياتُ تَخْفُق
هنا عصاباتُ صهيون
تطاردُهم في نَهَم
إلى مقصلةِ الموتِ والسَّقم
قُلوبُهم صَفاء
وحِضنُهُم وَفاء
مُذْ وُلِدوا
وما ذَلَّتْ لهم عُنُق
هنا مليارٌ يُحَوْقِلون
وفضائيّاتِهم تَدور
في عَصْرِ الخُمور
ونَخْوَتُهُم نُهِبَت
هنا المليارُ في القدس
قد صُعِقوا
هنا رائحةُ دَمِ الشَّهيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق