الاثنين، 13 ديسمبر 2021

رغوة الجسد بقلم مهدي الماجد

رغـــــــوةُ الجســـــــــد
,
,
أذَّكرك ِ قبل أنْ تنسينْ
أنني قبل عقد ٍ من السنينْ
لامستُ جسدك ِ النورانيُ الأقدسُ
ولثمتُ جزيئاته من منبت ِ الشعر ِ
حتى أسفل ِ القدمينْ
قبلا ً خاشعة ً حرى
وجها ً وظهرا 
كأنني أطوفُ بمعبد ٍ في الخيال ِ 
لما فرغتُ من ظاهره ِ
وددتُ تقبيلَ الباطن ِ 
فطلبتُ منك ِ إبرازَ اللسان ِ
لأنه طلسمُ الروح ِ والجسد ِ
مرغتُ ظاهري 
فتشربتُ الرضابَ
رضابك ِ الشهي 
ومددتُ يدي 
حيث موضعُ البناءْ 
موضعُ الرغبة ِ والانتشاءْ
كان ولوجي ساعةَ قدس ٍ 
وكانت عيناك ِ من خلل ِ النجوم ِ 
تسحُ بغيث ِ أخضرَ كالشجر ِ البري
ساعتها غزا العالمُ برعمٌ نديٌ
وانساحتْ أنهارٌ بلا ضفاف ٍ 
كان النهارُ بشمسين ِ 
والليلُ بقمرين ِ 
قمرٌ في الأعلى 
وقمرٌ معي
هممتُ بالمهد ِ 
أرجه على مهل ٍ 
وأنت تهبطينَ من زرقة ِ السماءِ 
تحفك ِ الملائكةُ 
تحملينَ بشارةَ مولود ٍ 
لم ترَ له الأرضُ مثيلا ً 
مولودٌ لايحبو وقد قاربَ الشبابَ
في قارب ٍ من نور ٍ أزرق ٍ 
وشآبيبُ من الوان ٍ لم تكن بالحسبان ِ
بصدرك ِ المرمري نهدان ِ إنْ صغرا
فسيكبران ِ يدران ِ لبنا ً مهيبا ً 
يكفي صغارا ً بنكهة ِ الياسمين ِ
قلت ِ : إنه شأنكَ 
لم تقولي شأننا 
لم تشركي نفسك ِ بالأمر ِ 
فانتشرَ النبأ في نشرات ِ الأخبار ِ 
وبين صفحات ِ الصحف ِ الخرساءِ
وعلى أفواه ِ الناس ِ
وبين رواد ِ المقاهي 
حتى سمعته طاغيا ً 
على كلمات ِ رواد ِ مقهى رضا علوان
ورواد ِ قهوة ٍ وكتاب ٍ 
وفي مقاهي الطرف ِ 
في الأزقة ِ المعتمة ِ
رويدك ِ سيدتي 
أنا لم أدنو من ماس ِ جسدك ِ 
تركته مضاءً جنيا ً مثلما كان
وأودعتك ِ عذوقَ النخل ِ مثلما ترغبينَ 
فاعترفي أنك ِ سليمةٌ كما أنت ِ 
وقري عينا ً بالنجاة ِ .
,
,
ــــــــــــــــــــ
مهدي الماجد
9/12/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

فلكِ قصائدي بقلم علاء فتحي همام ،،

فلكِ قصائدي / أهيم تائها بخيالها   وجمالها يجول ويُصخِب يدنو نحوي يُداعبني ولعينيّا يُسامِر ويَجذِب والدموع تشكو فِراقا  فنهر العشق لا يَنض...