نبضات متفرقة
النبضة الأولى*
جلست تنظر إلى الخارج من خلال نافذتها التى تتوالى عليها قطرات المطر قطرة تلو الأخرى، وكأنها تنتظر شيئاً، وأخذت ترجع بذاكرتها إلى الوراء، لتلك الليلة حيث تقابلا كعادتهما؛ عل ضفاف النيل بعد شهرين من الغياب قضاها فى الجيش، وأخذت تمر الدقائق والساعات ولم تنتهى حواراتهما إلى أن قاطعهما بائع الياسمين، فاشترى لها عقداً ليزداد جماله وجمالها بعدما ارتدته، ويخبرها بأنه سيذهب فى الصباح إلى وحدته لينهى أوراق تأدية الخدمة العسكرية ويعود؛ ليأتى لها فى المساء وانتظرته، وطال الإنتظار حتى رن جرس الهاتف ليأتى صوتاً يصرخ بأعلى مافيه من قوة؛ لقد استشهد خطيبك، لم تصدق ماسمعت حتى أحضروه فى نعشه، وودعته إلى مثواه الأخير، ومن يومها وهى فى شرود، وهروب من العالم، جالسة فى انتظار الغائب الذى لن يأتى، و بجوارها عقد الياسمين بعد أن جفت أوراقه وتهاوت هى الأخرى داخل احدى الكتب.
بقلمى: Basma Samah
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق