مشهدٌ جنائزي
__________
من تُناديه
بلا حياةٍ..
فالمدينةُ غارقةٌ
في الضياع..
خاويةٌ.. كجذوعِ نخلٍ..
لا بشرٌ هنا
فقدْ رحلوا
منذُ زمانِ القحط
ولم يبقَ سوى أعوانٌ وتبّع..
لمن تنادي؟
والجدرانُ ليس لها آذانٌ
بقايا بيوتٍ..
بقايا أزقّة..
بقايا قططِ شوارعَ..
والكثيرُ من المقابرِ
شُيدت لنرتقي بها
بينَ الأمم.. !
لم ينجُ سوى الخرابُ..
والملكُ الغارقُ في المجون
وأعوانٌ
وكثيرٌ من التبّع
لمن تنادي إذن؟
وتوقظُ الأطفالَ الراقدينَ
في قبورٍ باردة
لا تمسَّهم فيها وحشةٌ
ولا هم يشعرون..
تحرسُهم فيها ملائكةٌ
وشياطينَ!
وأمهاتٌ يُنشدنَ
ترنيمةَ نواحٍ
منذُ سومرٍ وأكد..
في مشهدٍ جنائزيٍ
بلا ألواح..
والمدينةُ غارقةٌ
بالدمِ والأشباح..
لمن تنادي إذن؟
لمن تنادي؟
حسين السياب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق