لستما من أهلِ هذا للبلد
بقلمي أنور مغنية
من خلفِ رداءِ الكبرياءِ
عادت تقولُ وداعاً
ما معنى الوداع سيدتي ؟
كالبحرِ ؟
فُراقٌ ثُمَّ ضياعٌ ؟
توقفتُ عند كلِّ زاويةٍ فيها
كانت تختزِنُ الصوَرَ
لزمانٍ ليس فيه صوَر
نظراتي حزينة ونظراتُها موجعةٌ
تجولُ في اعماقي
إلى ما بعد السفَر
سأنتظرُ عودتكِ
دونَ خدوشٍ ، دونَ جراحٍ
وأعرف أن قليلَكِ صار أكبر
أنا ذاكرتكِ الأولى
ولن تجدي سوايَ
أستعيدُكِ لأشعرَ بمرارةٍ غريبةٍ
لطالما كانت الوحدة رفيقي
حين تركتني لمواسم الشتاءِ وحيداً
لتلكَ الأيامِ الرمادية
وسهرات البرد الطويلة
ويفرغُ البيت تماما
فجأةً كما امتلأ به
لم يبقَ لي سوى تلك الحروف
التي رسَمتِها على وجهي
وبضعةَ أوراقٍ كنتِ قد تركتها
نسياناً في زوايا البيت
بعد ما جمعتِ أشياءك للرحيل
أعترفُ أن السعادة كانت تسابقني
وحزني يرغبُ بالعودةِ أليكِ
لأستعيدَ ذلكَ البيت الفارغِ
الذي سأخلو به إلى نفسي
وأخلو به إليكِ
أنا لستُ وحيداً ولكن
باجتماعنا نعود وحدنا فهل
تعرفُ هذا الشعور ؟
عندما تملُّ حتى تيأسَ
وأنت تبحثُ عن شبيهِكَ
وعندما تجدهُ
تجدَهُ يُشبِهُكَ جداً
حتى في وحدتِهِ وغربتهِ
وتجدُ أنكما عدتما واحداً
وعدتما وحيدين
تجلسانِ بصمتٍ معاً
تفكرانِ بصمتٍ معاً
وما زادكما اللقاء إلاَّ غربةً
وعرفتما أنكما لستما
من أهل هذا البلد
أنور مغنية 13 12 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق