أحلم بشتلةِ بيلسان
بقلمي أنور مغنية
إنتهى زمنُ الكلامِ الجميل
وأشعرُ بأن عليَّ الذهاب
إلى ما وراءِ الواقع
إلى المستحيلِ
وأعرفُ أنَّ سِرباً من الحساسين
يحملني بعيداً ويطير
إلى ما وراءِ الأيام
لم يبقَ عندي
من فصول هذه الحياة شيئاً
لا ربيعاً ولا صيفاً
كلُّ ما في الأمر
أنَّ خريفي لا يتوقَّفُ
عن دفعي إلى الأمام
وأعلمُ سيدتي
أني نسيتُ ما تُسمِّينَهُ حُبَّاً
وما يُسَمَّى غرام
أشعرُ أنَّكِ لغتي التي سافَرَت
وأن عينيك تقتلان حتى الأحلام
لا تُسعِفني بلاغتي في التعبير
ويدايَ تتنازعان
أيُّهما لخصرك تكون الحزام
يا امرأةً أخرجتني من قناعاتي
أحتاجُ لكي أحبك
إلى كلِّ اللغات
أحتاجُ كلَّ اسراب الحمام
أحبكِ وأراك أنت القصيدة
وأنكِ أنتِ الأنثى الوحيدة
وأنكِ هِبَةُ الطبيعة وأنك
البرقُ والرعدُ والمطرُ
وبأنكِ كلُّ الأسفار
وكلُّ الكتب وعلم الكلام
دعيني أغيِّرُ فيك ملامحَكِ
تصرفاتك، عاداتك ، عبراتكِ
دعيني أغيِّرُ فيكِ هذا النظام
.
أعرفُ ستقولين هذا كلامي هذيان
وأعرفُ أني أمام عينيك
ضعيفٌ جداً
عاجزٌ جداً
أمام هذا الطوفان
رسائلي إليكِ ، لا تعرفُ طريقها
وباقات وردي المُنسَّقةِ ذَبلت
وأعرفُ أنَّ بيتي من غيركِ
خراباً ومسكناً للغربان
أحِبُّكِ لأنكِ نادرةٌ
لأنكِ آخر النساء
ولأنني معك سأكون
آخر ملكٍ من ملوكِ الجان
أنتِ آخرُ الأمطار التي هطلت
وآخر الأزهار التي تفتَّحَت
وأنكِ آخر شقيقات النعمان
أنتِ غاباتُ الأرزِ الخالدة
وخصركِ غابات خيزران
أنتِ الربيعُ وانتِ الصيفُ
بساتين اللوز وأشجار الرمان
انتِ موجٌ وزبَدٌ وشواطيءُ مرجان
وأنا منذُ ستين عاماً
أحلمُ بشتاءٍ دافيءٍ
أحلمُ بشتلةِ بيلسان
أنور مغنية 04 01 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق