لبيك ياقمري
====÷============
جميلة الوجه جاءت وهي في خفرِ
كأنها البان في قدِّ وفي ثمر
بديعة الحسن في ألحاظها حورٌ
يمزق القلبَ والأحشاء بالحور
مالت إليَّ بأعطافٍ مهفهفةٍ
فمزقت حاجب الريحان بالنظر
وهب من عطرها ريحٌ لها خدَرٌ
فصرت كالنائم اليقظانِ بالخدَر
على لماها تنامى الورد منتشياً
فعانقت وردة العنَّاب بالدررِ
لما رأتها عيوني في مصادفة
تفتَّرَ الجفنُ واسترخى بلا حذرِ
فصرتُ كالغيم مشتاقاً لروضتها
وصرت كالأرض تواقاً إلى المطرِ
قابلتها صدفةً والفكر منشغلٌ
والقلب معتملٌ بالهمِّ والكدرِ
ما كان لي نظرٌ يرنو لغانيةٍ
أو يشتهي نظراً لمكامن النظرِ
فاجتالَ بارقُها دربي فوافقني
فصرتُ في الحال مفتوناً بلا خطر
تمرَّغ الوردُ في الوجناتِ ورَّدها
وداعب الحسنُ عينيها مع الزهَرِ
وغرّد البلبل الغرِّيدٌ من فمها
فصوتها الشدو يُغنيها عن الوترِ
شاميةٌ اللفظِ في أردافها يمنٌ
والعين بغدادُ تسقي النيل في صور
أما القوامُ فمن أوراسَ منبته
جزائر العين في غاباتها الخضُرِ
ملامح العُربِ كلِّ العُربِ جبهتُها
ملاحةُ العرب في رشأ من الحضر
قابلتها هكذا فتلخبطت جُمَلي
كانت مصادفةً من أجمل القدر
وكأنها ضحكت فأنارَ لؤلؤُها
فهتفتُ من ولهٍ: لبيك يا قمري
==================
بقلمي
جميل شريقي
(تيسير البسيطة )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق