قصيدة نثر
...رأسُ الموتِ الجديدة ...
آسفٌ جداً ...
لا أستطيع خداع نفسي بتفاؤلٍ مزيفٍ
فُتِحَت البوابة
على الجانب الآخر من البؤس
ها قد خَرَجَت
من ذلك الجدار الإسمنتي
هذه أربعٌ تكفي لغضبٍ جديدٍ قادمٍ لعامٍ آخر
نظرتها غريبة
صمتها قاتل
رائحةٌ مُضجرة
ونكهةُ موت كحساءِ العدسِ الرديء المحضرِ للمتشردين
من أين تأتين ؟
لاشيء هناك
على الضفة الأخرى من نهر الظلام
حكاياتٌ خرافية عن القهر
وأناتُ عبيدٍ
ِوأسوأُ الأشياء
رائحةُ الحقدِ العَطِنةِ تلك
عموماً لا بأس ...
مع قليلٍ من مشروبِ البلادةِ العربي
و بالغلي الجيد
وقليل ٍ جدا من زعفران اللامبالاة
أو بعض هيل الأنانيةِ
ستعتادين المكان
و أنا سأعتاد انتظار دورَ أطفالي
و سأحترفُ الغباء
كما تحترفين السباحةَ في الظلام
... كيف علمتِ بموعدي مع الأرَق الليلي ؟
...ليتني أستطيعُ إدعاء الطهارة مثلهم
ليسَ باستطاعتي تحملَ المزيدِ من صَخَبِ العهرِ الفكري ...
الفشلُ السياسي جيفةٌ عطنةٌ تلوث الهلالَ الخصيب
دعيني أبتلعُ حبة مضادِ الاكتئاب
ستساعدني بالتأكيدِ على احتمالِ هذا البردِ اللئيم
شكرا لزيارتك الحزينة صغيرتي
أخبري الله بكلِ شئٍ كما وعدتني
أرأيتِ ؟
إنها إثنا عشرَ سيفاً دُقت عُنُقُها من جديدٍ
لفظت آخرَ أنفاسها
لكنَ صمتَ الألمِ ثَقُلَ أكثر
في احتفال ليلةِ الموتِ الجديدةِ القادمة
رسمتُ شارة النصرِ على الجدار
وضعت صورة ناجي العلي في وسطها
جمعت أطفالي على وليمةِ البطاطس المشوية
ثم شربنا عصيرَ البرتقال
تذكرنا وصيةَ لاجىءٍ للمرحوم هارون
وتلونا سورةَ الإخلاص
تجمعنا لننامَ معاً كي نصنع الدفء
أخبري الله بكل شيءٍ يا عزيزتي
عن تدمير سوريا
... عن المجاعة في اليمن
... عن التردي في العراق
... عن الضياع في لبنان
و عن ستة أسرى حفروا معجزةً
وخذلهم الجميع
أخبريه عن صناعةِ الموت
أسرى مضربونُ عن الطعام
و غرقى في دربِ الهجرة
وعن خيانةِ الصمت
هل رأيتِ محمد الدرَّة هناك؟
... إذا أخبري الله عن فلسطين مجدداً .
بقلمي : سليم العريض
فلسطين .
29/12/2021
اللوحة بريشة الفنان العراقي خالد الجابري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق