بفضل الله و حمده في تاريخ هذا اليوم
المصادف - 28 - 2 - فبراير عام 2022
أختم معكم
رواية ابنة الشمس*
إليكم الصفحات الثلاث الأخيرة
محبتي و تقديري للإنسانية جمعاء
عامت النفس في جنونٍ حسبتهُ أبدياً أمام تموجاتٍ حسناءَ العزم مثيرةً حشوداً من العواطف المخبأة في مكامنها ، خارجة عن هيمنتي لتتقولب في ذاتي ، طفق الفؤاد يثب وثباتٍ مضيئةٍ بالفرح و الجنون الحكيم الذي ينفسُ عن كل السلبية داحراً إياها من مستوطناتها التي فشلت في نيلِ مبتغاها ، فمثلي لو غلِبَ في جولةٍ عاد أقوى ليقتلع جذور السراب ، كلُّ من حاول السيطرة على تمردي قَفَلَ خائباً . مشيتُ مزهوةً بما وهبهُ الله لي من طموحٍ كالنار تبتغي ابتلاع العراقيل المصنوعة كالتماثيل الهشة ، لن يصمد أمرٌ أمام جسارتي ، أقسمُ في نفسي يميناً يتطاول النجوم و يضع يده فوق تربة القمر الذي أبدعه الله أني ما نويتُ أمراً إلا و أحرزته مهما طال الزمن أو قصر . . سأثأر للجرح النابت بزند القدر كالنقوش الرومانية ، لن يضيع الدمع هباءً ، ها هي أعلام الخيبة ترفرف على رأس المستحيل الذي لانَ بعد اليأس من هزيمة الخير ، ها هو صوته ينزف ألماً يتردد بوهنٍ :
أعلنت الاستسلام أمام هذه الطاقات الجبارة . .
الصفحة - 177 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
أمام شغبي الذي انتابته الحمية الجنونية توثبت تتسلق سلالم الهواء لملامسة أبراج السماء ، لقد رُدِمَ الماضي برمته أمام ناظري . .
دندن الانتصار حتى بلغت الشهادة الجامعية و من ثم تفرغتُ للكتابة الروحية النابعة من العمق الإنساني ، رغم الحواجز التي رُسمت في دربي كالوحش القابع في غابةٍ معتمة و من المُذهل أنهُ لم يكن إلا قِطاً جباناً أمام صلابة الطموح . . وكم تكون الفرحة غامرةً حينما أجدُ أحد القراء يجادلني في كتاباتي ، و عندما أقفل إلى المنزل أرى أولاد أختي يلتصقون بي بحب ، ما أروع كلمة " خالتي " ! تبدلت موازين الحياة و اندثرت المعاناة خلف صخور الماضي ، أنظرُ إلى المصاعب باستعلاء و كأنَّ آلاف الشموع تضيء صدري ، رفعت هامتي بعزةٍ ، أرنو إلى بيوت المدينة المبللة بالمطر ، تناولتني الأحاسيس في غمضة عين إلى الماضي فحمدت الله على الحاضر و الماضي . . أشرقت شمس الحب . . شمس الحياة . . شمس الإنسانية من بين تلال يومٍ رائع و أذابت المعاناة في باطني و حولتها إلى حكمةٍ قوامها العطف على
الصفحة - 178 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
الضعفاء و الفخر بالحياة . . فلِمَ الجزع و السواد مادام الله هو المعين ؟ ! انتشرت رائحة الأطعمة في الهواء هذا الظهر لتقحم إلى أنفاسي روعة ذكائها ، شاعرةً بكل أمٍ تجلس في المطبخ أمام الموقد ساعاتٍ وساعات في سبيل خدمة فلذات كبدها لملء مِعدهم بأطيب الأطعمة الممزوجة بالجهد والتضحية ، وغمر قلوبهم بالحب والرحمة ونفوسهم بالتربية والأدب .. فطوبى للأم الكاملة الأمومة . .
ترسبتُ هذه الأيام في إيقاع حالةٍ غريبة إذ انطويت في الأحلام أداريها و أتفاعل معها ، أحدث العصافير و أتغنى بدفء الجمال ، أهي بوادر روايةٍ جديدة أم هي هوسٌ من نوعٍ آخر ؟ لكني على يقينٍ بأنَّ النهر سيلملمُ أشلاءه و يضمد أوجاعه كما هي بطلتي وداد التي استرخت بين ليل كلماتي المكرزة بصدق الإحساس . .
الصفحة - 179 - و الأخيرة
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق