هي الأجمل
التلفاز انشق, ما احتمل
تجميع شتاتك
ولا تحمّل حرارة وجنتيك
ولا ثقل حبيباتك
يا من تسهرين دون المدن
في النور
تتلقين الضربات السائحات
في أرجائك
فنان هناك يحاول أن يلتقط الصورة
يأمل ترتيب الصورة
... تنفلت منه الفكرة
أنت الأجمل من الصورة
قبابك أبهى من الفكرة
...
دما تنفجر قصيدة الشاعر
ما استطاعت الحروف استيفائك
تتفرق وهي باكية
ما استطاعت اثارة حبر القلم
...
التلفاز من جديد انشق
أقسم أن يمكث منشقّا
لأنك الأجمل من الصورة
الأبهى من الفكرة
...
التلفاز انشق
أضرب عن نقل الصورة
الفنان كف
ما بات يجيد الرسم
لوحه ثقلت موازينه
...
الخارطة ناحت
ما استطاعت جمع بياناتها...
... الجديدة...
أطرافها اعورت من التفكيك
وجهها شاخ من التقسيم
الخارطة قطّعت حدودها الجديدة
...
التلفاز عاد يشتغل
أعاد نقل الصورة
حليب الأم يجري والدم يسيل
الدم من الطفل يسيل والرصاص يسير
الشيخ يتلمس نظّارته في السماء وعيناه مثقبتان
الأرض تلملم الدماء وتغني:
ألا تستحي أيها الشيخ البصير
...
الفنان أعاد رسم الصورة
على لوح أسود بريشة سوداء
قبة حزينة
حائط كئيب
الفنان...
نفث دخان كعب سيجارته:
طفل غارق في الدماء
الأرض سوداء...غيمة سوداء
والرّبان ينظر إلى السّماء
رأى الطفل الباكي وعيدا
شيخ النظارات بصيرا
أدار ظهر السفية
إلى الخارطة القديمة
عاد
أسرع يوقظ الخارطة المدفونة
توهجت الخارطة وقالت:
دعني أنام كي لا أتمزق أكثر
قال الربّان :
معي سفينة ركابها الخيل
والفرسان الغاضبة
يكفي إطلاق سراحهم
الفنان عاد
بيده شمعة
فرشاة وردية
أخذ يرسم طريق المعراج.
حاتم بوبكر
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق