الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَّةِ التَرقِيْم :
عِنْدَمَا كُنْتُ هُنَا .
سَمِعْتُ نَفَسِيَ يَهْذِيَ هَامِسًا فِي أُذُنِيَ : لَقَد مَاتَ مِنْكَ فِيْكَ الكَثِيْر ، و سَقَطَت وَرْدَةُ ( غَاردِيْنيَا ) فِي هَاوِيَةِ الصَبَاح ، حِيْنَ كَانَ ( سِيْنُ ) اسْمِيَ يَنْهَشُ أَعْمَاقِيَ أَلَمًا ، يَعُدُ ثَوَانِيَ الفَجْرِ حُبَيْبَاتِ سَاعَةِ الغَدِ الرَمْلِيَّة ، تَضْرِبُ دِمَاغِيَ نَوبَاتٍ مُتَتَالِيَةٍ تَصْنَعُ مِن جِهَازِيَ العَصَبِيِّ جُنُونًا ، و يَسْأَل : مَاذَا أَنْتَ !؟ ، مَاذَا كُنْتَ قَبْلَ السُؤَال !؟ و مَاذَا تَكَونَ وَقْتَ الظَهِيْرَة !؟ ، شَهَقْتُ عُمْرِيَ كَلِمَةً أَخْيْرَةً بِحَرْفٍ ثَقِيْل ، و قُلْتُ : نَبَتَ سَيِّدٌ جَدِيْدٌ لِ ( ثَقِيْفَ ) لَكِن خَارِجَ الطَائِف ، و لِأَنَّنِيَ أَمُوتُ عَمَّا قَلِيْلَ أَو قَبْلَ قَلِيْلَ بِبِضْعِ سِنْين ، لَا يُربِكُنِيَ سِوَى تَارِيْخِيَ الذِي تَرَكْتُ هُنَاكَ ؛ فِي الحَيَاةِ - الحَظِيْرَة التِي أَخَاف ، بَعْدَ أَن تَرَكَ ( سِيْنُ ) الاسْم الحُرُوفَ البَقِيَّة ، تَبْحَثُ عَن طَرِيْقٍ إِلى مَا بَعْدَ الغُرُوبِ ، بِشَارِعٍ عَلَى نَاصِيَتِهِ لَافِتَةٌ تَقُول : مَمْنُوعٌ العُبُور ، نَحْوَ المَسْجِدِ المَهْجُورِ تَنَامُ حَوْلَهُ خَمْسَةُ قُبُور ، فَوقَ صَفِيْحَةٍ تَكْتُونِيَّةٍ تَزْحَفُ بالحَاضِرَةِ ، بِاتْجَاهِ الشَمالِ الشَرقِيِّ لِلقَارَةِ العَذْرَاء ، قُبَالَةَ سَدِّ النَهْضَةِ يَمْتَصُ ( النِيْلَ ) مِن وَرِيْدِيَ .
بَعْدَ أَن عَاشَت حَاضِرَتُنا الفَوضَى المُبَرمَجَةُ - المُبَرْمِجَة ، لِعِقْدَيْن مِن السِنْين ، كُنَا نَلْعَب فِيْهَا مُرغَمِيْنَ ( مِيْدَيَا ) هُولِيوُودِيَّةٍ ، بِلَا تَكْلِفَةٍ إِنْتَاجِيَّةٍ ، و كَاتِبَ سِيْنَارُيْو يَتَقَاضَى أَجْرَهُ حَسَبَ السَعْرِ العَالَمِيِّ لِبِرْمِيْلِ نِفْطِ ( برِنْت ) ، عِنْدَمَا كَتَبَنَا جَمِيْعَ السِيْنَارُيُوهَات المُحْتَمَلَة ، و وَارِدَة الحُدُوثِ بِأَيَّةِ لَحْظَة ، جَمِيْعُنَا فِيْهَا لَنَا أَدْوَارٌ النُجُومِيَّة ، و الجَمِيْع أَيْضًا ( كُومْبَارَس ) نَلْعَبُ أَدْوَارَنَا بِلَا أُجُور ؛ أَمَامَ ( رَامْبُو - السينما الأَمْرِيْكِيَّة ) يَسْتَخْدِمُ أَسْلِحَةً حَقِيْقِيَّةً ، طُوَالَ الفَتْرَةِ التِي فِيْهَا حَاضِرَتُنَا سَاحَةُ القِتَال ؛ الذِي لَيْسَ لَنَا فِيْهِ لَا نَاقَةً و لَا جَمَل .
و بَعْدَ أَن اكْتَمَلَ القَمَرُ بَدْرًا قُبَيْلَ الفَجْر ، كُنْتُ أُدَاعِبُ بِأَنَامِلِيَ شَعْرَهَا المُنْسَدِلُ عَبِيْرَ نَسِيْمِ إِبْرِيْل ، مُضْطَجِعًا زُهُورَ رُوحِيَ ( هِيَ ) ، لَمَّا كَانَت تَسْمَعُ صَمْتِيَ يَعِيشُهُا عَيْنَهَا ؛ أَزَلَ الحَيَاة يَمْضِي بِيَ نَحْوَ أَبَدَ الخُلُود ، يَقُولُ : هُنَا سَيِّدَتِي تَعْجَزُ حُرُوفُ اللُغَات ، عَن وَصْفِ نَكْهَةِ المَرأَةِ الأَمْثَل ؛ تَسْكُنُ لَوْنَ عَيْنَيْكِ .
سَامِي يعقوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق