ذات ليلة من ليالي الشباب دعتنى فتاة إلى موعد خارج القرية؛ وتحت نخلة تشق أجواز الفضاء كان اللقاء؛ وكان ما كان ؛ صورته القصيدة بدقة فى هذه الدراما.
. اللقاء الأخير
دعتنا إلى جذعها نخلة
فسرنا إلى موئل العاشقين
ورحنا إلى طرفها قرية
يظلل حيطانها الياسمين
ولاحت على مد أبصارنا
نجوم تطل على المغرمين
وملت على وجه محبوبتى
أقبل مفرقها ؛ والجبين
*****
دعتنا وفى روحنا مابها
من الشوق للموعد العابر
فقالت : أخالك ما زرتها
وكشفت أسرارها . شاعرى !!
ولا لثمت تحتها ليلة
شفاهك ثغر المها العاطر
ولا طوقت مرة صدرها
ذراعاك صدر الهوى النافر
ولا طبعت فوقها قبلة
شفاهك فى هجعة السامر
أما نمت فى حضنها ليلة
تمرغ فى دفئه العبقرى !؟
*****
فقلت معاذ الذى صاغنى
على الطين من قدرة القادر
*****
فألقت يداها على راحتى
ومالت على القدم المربع
وغازل سمعى بها أهة
وشدت إلى خصرها أذرعى
وسالت على خدها دمعة
على أثرها فجرت أدمعى
وقالت : حنانيك يا شاعرى
نفخت لهيبك فى أضلعى !!
تقدم الى قطفه مرة
وذق ؛ سلف الشهد؛ واستمتع
ونل لحظة فى غياب الرقيب
فما كان فى الحب لم يرجع
*****
أشرت إلى عينها فى المدى
نجوما على حالنا ناظرة !
فقالت هو الموت يعتامنا
ويحصد أيامنا الجائرة
فخذها بحد الهوى قبلة
أفيق على طعمها ؛ عابرة !
فيخضر قلب شواه الغرام
توالت عليه الدنى جائرة. !!!
يئن ويرزح فى قرية
بها الناس ما فتئت ؛ ماكرة
فسهران فى حضرة المغرمين
ونشوان من نشقة طائرة
ونحن أسارى تباريحه
وقد ند من عمرنا أخره
*****
فقلت : الا ترقبين. الندى
تقطر من نية طاهرة !؟
*****
فهمت على التو من مرقد
وشدت على الكف شال الحرير
ومالت على وجهه فى خشوع
تغازل فى الفجر وجه الغدير
تطهر من موجه روحها
فيضحك فيه المنى والسرور
وقالت : هو الفجر يا سيدى
تهادى على شقشقات الطيور
ومولودة من بنات الجمال
جلت وجهها مسفرات البكور
فتاة من النور لونتها
ووشيت وجه الصباح الطهور
تميل على قبلة فى يدي
وتبكى الهوى فى الهزيع الأخير
وتنظر صوب السماء ابتهاجا
وتحفظ ود اللقاء الأخير !!
_______________________
شعبان البنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق