الاثنين، 4 أبريل 2022

اليمن بقلم أمجد عواد

 ...                  ..اليمن..                       ...

رأيتكِ في ثوب المعاني عزيزةً

رداؤكِ فخْرٌ حاكهُ لكِ حِمْيَرُ

وما ذاكَ أمرٌ مُدهِشٌ غرَّ مقلتيْ 

فماضيكِ شمسٌ فوقنا يتمخْترُ

فطوبى لمن كان العلا بعض ظلّها

فلو ظلّها أخفتْ وريدهُ ينحرُ

وحيّرني كيف الردى دار حولكِ

وفي يدِك السيف اليمانيّ مُشهَرُ

وهذي الحضارات البديعة طفلكِ

وهذي إلى ما شاد هادون تبحرُ

أبا الهول شاد الصرح طبقاً لصرحكِ

وآضَ كما عمّرتِ مجداً يُعمِّرُ

لدى الأَزمَة العشواء فعلكِ أسودٌ

وسيفكِ بتّارٌ وجيشكِ كوثرُ

إذا جاء الأبطال بالنار والرّدى

زرعتِ التأسّي حيث جُلْتِ فيخضرُ

فينهاهمُ عن غيّهمْ أو يُقتَّلوا

كأنّك للأعداء قبرٌ و مُقْبِرُ

وفي النائبات يعرف القدْر أهلهُ

ويُعرَف فيها البِكْر و المتأخّرُ

فؤادي بها صبٌّ ونفْسي بعيدةٌ

كأنّ التنائي يا خليليّ خنجرُ

إذا لثمتْ خدّيْ شفاني رضابها

وحين يعاق اللثمُ  قلبي يُبَعثَرُ

وعوْجا على صنعاءَ قبل منيّتيْ

وقولا لها قبريْ بها يتعذّرُ

فبيني و بينها مئات الألوف من

جنودٍ يقاتلونني حين أعبرُ

ألا قاتل الله المصاعب كلّها

أنا هالكٌ لكنْ سَلا أين أقبرُ

فإنّي أرى الجنّات فيها طليقةً

تردُّ شتاءً مرّةً أو تؤخِّرُ

وقلتُ قديماً أنت أحلى من الهوى

وأفضل من تشرين حين يُمطَّرُ

وحاذرتُ ألّا أبصرَ الكون دونكِ

وألّا يراني العشْق غيركِ أُبصِرُ

أَ عَيْنيْ جزى  أطلاكِ  الله ما جزى

رجالاً أطاعوا كوكباً جاء يُنذِرُ

جزاها رخاءً بعد طول جهادها

فقد عاصرتْ كلَّ الذينَ تجبّروا

وما أصبحتْ جبّارةً في عصورها

ولكنْ إذا ذُمّتْ عروشاً تُفَجِّرُ

تركْتُ نسائي خلف ظهري وجئتكِ

أجيراً فكوني لي وزيراً يؤزِّرُ

وركنٌ يمانيٌّ تكنّى بفضلكِ

ونجمُ سُهَيْلٍ منكِ يأتي ويزهرُ

فذي همدانٌ ركّعتْ كلّ فارسٍ

وذي حمْيرٌ سامتْ هِزَبْر يُهدِّرُ

فيا غادةٌ ما شاقني مثلكِ الهوى

أروح وأغتدي وقلبي مكسَّرُ

لكلّ مكانٍ دولةٌ وزعامةٌ

وسلطانةٌ للكلّ أنتِ و قيْصرُ

ألا ليتَ شِعري من أصابكِ سهمهُ

ومن سهمهُ أدمى الذي جاء يَسْمِرُ

فمنكِ أويْسٌ وابن أوْدَ وغيرهمْ

كرامٌ  إذا هاجوا الأسودُ تُعَفَّرُ

و عَمْرو بن معْديْكرِب الفارس الذي

غدا في قريضٍ لِبْنةً لا تُنكَّرُ

وكلّهمُ من مذْحجٍ أولياؤنا

همُ الأصل أو يُعفَى كتابٌ و مَصدَرُ

وتلك القصور العاليات حضارةٌ

بناها رجالٌ ما كساهمْ تكبُّرُ

فلو أضرموا الدنيا غداة تجرّدتْ

لهمْ ما أطاق الشاه ناراً و قيْصرُ

ولكنْ رعوها مثل ربِّ عِمارةٍ

يطوف على أطفاله و يدثِّرُ


جميع الحقوق محفوظة

                       أمجد عواد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...