حب عشتار ل كلكامش المستحيلة
وقصة عشتار و كلكامش والسنين السبع العجاف :
عندما انتصر كلكامش في رحلته الأولى وقتل الشيطان خمبابا ، و عاد إلى أوروك و لبس تاجه لتبدأ معركته الثانية مع الدنيا (الآلهة عشتار أو أنانا) و دار بينهما حوار :
ولما لبس كلكامش تاجه رفعت عشتار الجليلة عينيها ورمقت جمال كلكامش فنادته :
(( تعال يا كلكامش و كن عريسي ،
و هبني ثمرتك أتمتع بها ،
كن زوجي و أكون زوجك ،
سأعد لك مركبة من حجر اللازورد و الذهب ،
و عجلاتها من الذهب و قرونها من البرونز ،
و ستربط لجرها شياطين الصاعقة بدلا من البغال الضخمة ،
و عندما تدخل بيتنا ستجد شذى الأرز يعبق فيه ،
إذا دخلت بيتنا فستقبل قدميك العتبة و الدكة ،
سينحني لك الملوك و الحكام و الأمراء ))
ففتح كلكامش فاه و أجاب عشتار الجليلة و قال : .......
(( أي خير سأناله لو تزوجتك ؟
أنت !
ما أنت إلا الموقد الذي تخمد ناره في البرد ،
أنت كالباب الناقص لا يصد عاصفة و لا ريح ،
أنت قصر يتحطم في داخله الأبطال ،
أنت فيل يمزق رحله ،
أنت قير يلوث من يحمله و قربة تبلل حاملها ،
أنت حجر مرمر ينهار جداره ،
أنت حجر يشب يستقدم العدو و يغريه ،
أنت نعل يقرص قدم منتعله ،
أي من عشاقك من بقيت على حبه أبدا ؟
و أي من رعاتك من رضيت عنه دائما ؟ ))
و لما سمعت عشتار هذا استشاطت غضباً و عرجت إلى السماء ،
صعدت عشتار و مثلت في حضرة أبيها الاله آنو و أمها (آنتم) فجرت دموعها و قالت :
(( يا أبي إن كلكامش قد عزرني و أهانني ،
لقد سبني و عيرني بهناتي و شروري ))
ففتح آنو فاه و قال لعشتار الجليلة :
(( أنت التي تحرشت فأهانك كلكامش ، و عدد مثالبك و هناتك ))
ففتحت عشتار فاها و قالت ل (آنو) : ((اخلق لي يا أبت "ثور سماوي" ليهلك كلكامش ،
و إذا لم تخلق لي الثور السماوي فلاحطمن باب العالم الأسفل ،
و افتحه على مصراعيه و اجعل الموتى يقومون فيأكلون كالأحياء ،
و يصبح الأموات أكثر عددا من الأحياء ))
ففتح آنو فاه و أجاب عشتار الجليلة و قال :
(( لو لبيت طلبك لحلت سبع سنين عجاف لا غلة فيها ، فهل جمع غلة تكفي الناس ؟ ،
و هل خزنت العلف للماشية ؟ ))
فتحت عشتار فاها و أجابت آنو أباها قائلة : (( لقد كدست بيادر الحبوب للناس و خزنت العلف للماشية ،
فلو حلت سبع سنين عجاف فقد خزنت غلالا و علفا تكفي الناس و الحيوان . )) .
....
المصدر : كتاب ملحمة كلكامش لطه باقر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق