الثلاثاء، 31 مايو 2022

الساعة بقلم فلاح الكناني

 الساعة

7\30

قصة قصيرة:


 السابعة والنصف موعد ذهابي للعمل.. يسبقني جاري العجوز فأجدهُ يرتشف فنجان قهوتهِ بمقهى قريب.. وبعدها يذهب لوجهتهِ المعهودة. وفي يدهِ كيسٌ بهِ بعض الفواكه والبسكويت..ألقي التحية عليهِ فيرد. أني تأخرتُ اليوم قليلاً بالخروج.. فأبتسمُ راضياً بأنتقادهِ اللطيف.. يعزمني على فنجان قهوة . احياناً ألبي وأحياناً أعتذر. أعود من عملي بعد الظهر .فأجدهُ قد عاد قبلي. وقد جهز الغداء . ولم يقفل باب شقته لكي يراني أثناء عودتي. لعلي اجلس معه واستمع لحديثهِ ومشوار يومهِ . فأنا حفظت القصة عن ظهر قلب . فكل يوم نفس المنهاج والجدول لايتغير شيئا.رجلٌ وحيد عاش مع زوجتهِ التي أحبها طول العمر ولم ينجبا أولاد.. مرضت واصيبت بالزهايمر وفقدت الذاكرة.وهو يذهب الى دار المسنين كل صباح ليطعمها ويجلس معها ويسليها.. رغم أنها لاتعرفهُ .لكنها تجلس امامه متسمرةً بملامحهِ وكأنها تريد استعادة الماضي ولا تستطيع.. فسألته يوماً : لماذا تذهب أليها كل يوم وهي لاتعرفك.؟ فقالَ: لكن أنا أعرفها  وأعرف من تكون..دائماً يقنعني بكلامهِ الطيب هذا العجوز..وفي احد الايام خرجتُ للعمل متأخراً نصف ساعة ..وإذا بباب شقته مفتوحٌ قليلاً فأنتابني الفضول هل هو بالداخل أو خرج ولم يقفل الباب .؟ فنظرت. فوجدتهُ ممدداً على كرسيهِ الهزاز لافظاً انفاسهِ الأخيرة وجسمهُ دافيء نوعاً ما. فأتصلت بالسلطات المختصة ..وذهبت معهم وأستلمت شهادة الوفاة وقد حُدِد حدوثها بتمام الساعة السابعة والنصف.. ماذا افعل بهذه الورقة .؟ لمن أسلمها .؟ فذهبت لدار المسنين . لزوجتهِ التي لاتتذكر شيئاً . والحيرة تنتابني كيف اوصل الفكرة أليها واقنعها أن زوجها قد توفى .؟ دخلت الدار. وسألتُ موظفة الاستقبال عن الزوجة. فقالت عفواً هل تعرفُ زوجها .؟ فقلت: نعم هو جاري وصديقي.. قالت : لم يأتي اليوم. خُذْ هذهِ شهادة وفاة زوجتهِ أوصلها لهُ وأخبرهُ.. لم تنتابني الدهشة من وفاتهم بنفس اليوم.. لكن الذي ادهشني أكثر.!.؟ ساعة الوفاة السابعة والنصف.. بنفس اليوم بنفس اللحظة أيعقلُ ذلك .!.؟.؟فأيقنتُ أن القلوب أذا تآلفت وعشقت بعضها بنقاء تعيش وتموت بنفس اللحظة.!.!


فلاح الكناني

 4\1\2021


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...