يوم رثائي
بقلمي أنور مغنية
كل قناديل الليل مطفأة
والنجوم حيارى تثاقلت أجفانها
على أبواب السماء الرمادية
وأنتظر وصولك على جنح غسقٍ
كحوريةِ بحرٍ
كالنسيم وعطر وردة مخملية
من عقلي ومن بين أزقَّةِ روحي
كنتُ أنظرُ من الشباك
مرتبك الفكر ويزدادُ القلقُ في عيني
ويحملني هناك
إلى أقصى الدروب المنسيَّة
بكيتُ وبكى معي دمعي لهيباً
وكشفتُ عن سراديبِ عمري
ورأيتُ مَن غابوا ومن رحلوا
رأيتُ القبورَ حيثُ ماتوا
وحيث دُفِنوا
وحيثُ توارت أحلامي الوردية
ما كنتُ في رؤايا كذوبا
ولا مع الأيام كنتُ لعوبا
لكَم صلَّى الدهرُ قرب سريري
والضحكاتُ تطير من حولي
وأمدُّ يدي لأمسكها وتبقى تطير
وما زادني ذلك إلاّ شحوبا
استيقظتُ متأخراً
حيث صار شدُّ المتاع للرحيل قريبا
يا سائلاً عنِّي لقد تباطأت وتأخرت
إني أوشكتُ على السقوط
وبئرُ العمر تزدادُ نضوبا
يا لهذه الغربةِ
يا لهذه الوحشة المحيطة بي
ترميني بوحوشها وتلقيني
إلى الزنازين المليئة بالصَّمت
صمتٌ متراكمٌ فوقه صمتٌ
حزنٌ راكبٌ فوق حزنٍ
وهنا قفصٌ قبرٌ
سجنٌ يُفضي إلى سجنٍ
والروح منذ زمنٍ تحاولُ أن تطير
هذه الروح الميتة منذ عقود
هذه الروح الميتة قبل ولادتها
منذ عقودٍ مات قلبي
منذ عقود كان يوم رثائي
أنور مغنية 09 06 2022
ملاحظة: اللوحة زيتية من رسوماتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق