الأحد، 5 يونيو 2022

الاستجابة بقلم حسين حطاب

................. الإستجابة 
_ كان شجاعا لما قرر الإتصال يخبرها بأنه قادم لزيارتها ،ليس لأجل عيونها وما كان بينهما ،لأن عزته وكرامته ورجولته تعلو فوق حبه ،كما أنه يرفض أسفها وتوبتها لكن الواجب الأنساني والعفة التي تسكن قلبه والعفو الذي يتغنى به في يومياتهأجبروه على مساعدتها ،كما علم أنها تعاني من مرض أليم أقعدها في الفراش عدة شهور وتخلوا عنها من نهلوا وتتلمذوا على أيادي أساتذة التفرقة والتشتيت ، ليبين لها أن هذا الإضطراب النفسي الذي تعيشه والإحباط الذي تعانقه ناتج عن التهور والإندفاع .
_ لم يكن يحمل لها ضغينة ولم يكن مشفقا ، وإنما نفسه المتسامحة التي تربت على الحب والوفاء،الإيثار والإخلاص ومساعدة الغير بلا مقابل من غسلت روحه من الأحقاد والكراهية والبغضاء ،لأن الحب يزرع بكلمة طيبة و تصرف جميل بوجه باسم والإبتعاد عن السب والشماتة .
_ إن من ينظر إلى جانبه الإيجابي يدرك أنه للسرور يسعى وللإبتهاج يحيا وللنجاح يحلم لتحقيقه ، هذا من صنع نفسه وفيض خواطره ،كما للمرح يدفع اللؤم ويدحض الحزن في مغارات النسيان ، لا يركع للفشل والتذمر ، لا يشكو النكد  ، يعيش العفو  ويحزن لألام الموجوعين .
_ ما جعله يستجيب للدعوى ليس الحنين والإشتياق وإلتواء الغير مهما كان يراه واجبا يناديه ، لأن كل معلول يحس بقيمة الصحة ، وكل حزين يشعر بقيمة السعادة ، وكل من شرب من مكاره الأحزان يدرك ما معنى فضائل الأفراح .
_ تلك هي الأخلاق التي تربى عليها ،لا يهمه من كدر حياته وكربها قدر ما يحاول أن يفرج عن غيره .
بقلمي / الأستاذ حسين حطاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...