رسالةإلى غريب///
بين حيرة ونار بين سفر وهجران
بين التيه وهذا الزمن المارد تشق صدري غربة الأماكن...
غريبة هي الديار هي الأحلام
تكسر الأطوار... نحن ولدنا أم بعثنا
أم كنا وماعدنا؟
أي كوكب غير هذه الأرض
يأوي شغب الحب فينا
وطفولة الشوق ؟
أي ثرى يدثر جثاميناحين الزمن يلغينا؟
أي مطر يروي ظمأ العشق ؟
لو تدرك ياغريب حقيقة ماَسينا...
وبين هذا وذاك...
سأشق صدر الأماني وأغسله بماء الأحلام...
ربما تنفرج الأنفاس...
تفيض بحيرة الأمنيات مدادا وأخط إليك عبارات الحب
أحدثك خيالا
عن همسات منتصف الليل وخواطر الصباح...
وحده الليل يدثرني حين تتعالى صيحات الوجع...
ووحده الصباح يبتسم حين تشرق الشمس من بين الفجاج....
فنبتسم كرما
إغراء للضوء ...
أيها الغريب...
مابال السوط غلاب...
والوجع يرسم خارطته المجهولة من الماء إلى الماء...
مابال العشق يتكبر بين الجدائل...
رغم الضياع...
أهو الوفاء للجذور...للهوية...لندى الأرض...
لماض من وراء الأعمار...
لأبراج السلاطين وقصور تحت الماء
في عمق الأساطير...
فهل تكفينا التهليلات ؟
رد علي التساَل يا غريب...
فكلما اهتزت أوتاد الخيمة على الضفاف
تساقطت حبات الكرز...والرمان
شاحبة...
وتبكي شجرة الساكورى قطرات من حمرتها
لأبتسم....
لأيقن أن الكائنات
تعشق في صمت....
فهل تسمع صوتي أيها الغريب.؟
النار تلهب... صديقة بمفهوم العصر...
ولاغرابة ...فقد كبلوا الصوت فينا...
نجر ذيول التفكير
من وراء الظل
هل تدرك ما أعني؟
أو أنت كباقي الأحياء...بلا اَذان
أقفلوا أبواب السمع
وصاروا يهتفون نحن نحب....نعشق التراب...نموت أو نحيا كما ردد عمر المختار...
وأي حب هذا ؟وأي عشق؟ وأي موت؟
أجبني يا غريب...
أجبني في غياب السمع وفقدان البصر...وموت الشرايين....فهل تحيا الأرض وهل يحيا حب أو عشق أو نشتاق لنكهة بن؟أو رائحة خبزمغموس في الدخان؟
هو ذاك...خبز أمي القديم....وجرة الماء على عتبة الدار...وأطفال يركضون غير مبالين بقهر الزمن...ولاسلطة الغالبين مكرا واحتيالا...
أطفال يلاعبون صوت الأمواج غير خائفين من الغدر ولا الغرق على زوارق الموت المرسلة ...
أطفال أبرياء حفاة عراة ... أثرياء بالحب المنثور بين زوايا الأمكنة...
يا غريب أستأذنك...وأعتذر إن أطلت الحكي...
فالخلاصة أصبحت سرا....والسر تشرذم.ٌ وشتاتٌ ونفور وبرزخ يفصلنا على الدوام...
يكسر فينا الأحلام...ويئد ماتبقى من أمل...
هي أسرار مخبأة بين الحقن نتداولها خلسة وعلنا...تحت سلطة الزمن المر ... قسمهاجرعات جرعات ...فإما موت وإما استسلام لسلطة الموت بلا استشهاد
...فلا حول لنا ولا يدا تمتد من تحت الموج لتنقذ الغرقى ألما وحسرة وترددا...وغبنا
استبدادا لأهل الإستبداد...
تحياتي لك أيها الغريب....وحدك تتقن الإنصات وتجيد كبرياء الصمت...
ولتبق على اتصال وتواصل...أحن إلى لقائك كلما اشتد الضنك...وتاهت بي الأفكار ...
ففي الجعبة أسرار تحت النار...
واللهيب أقوى من أن أخط لك كل الأخبار....
رسالتي إليك أيها الغريب احملها على محمل الجد...فكل رسائلي السابقة ضائعة...مهملة...لا حياة لحروفها المنهكة سوطا وصراخا ...قياما
وجلوسا...
لا حياة لمن ننادي...
أو لا نداء يحيي ما مات فينا واندثر....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق