الخميس، 23 يونيو 2022

قصر من الرمال بقلم علوي القاضي

 .. قصر من الرمال ؛؛؛ 

.. نظرة فابتسامة ف سلام ف كلام ف موعد ف لقاء ف قتل

.. لم يعش أهم فترات حياته : 

. تدليله سبعا؛ ولا تعليمه سبعا؛ ولم يرافق أباه سبعا لإحتوائه نفسيا وفكريا؛ حتى يطلق له الحبل على غاربه بعد بلوغ رشده مطمئنا عليه 

.. لأنه فقد السند والدعم فقد مات أبوه مبكرا ولم يكن له أخ يقوم بدوره أو عم يحتويه 

.. هذه الظروف أفرزت شخصية معقدة مكتئبة مضطربة ومنطوية على نفسها مصدر ثقافتها أفلام العنف والمواقع الإباحية 

.. حصل على الثانوية والتحق بالكلية 

.. إنفتح على عالم يتسم بالحرية بدون معايير لأصول العلاقات الإجتماعيه ما يعينه على مواجهة هذا المجتمع بعد ثمانية عشر عاما قضاها فى حجرته معزولا عن المجتمع حتى عن أمه وأخواته البنات

.. "نظر" اليها فتن بجمالها ظل يحلم بها وبنى لنفسه قصرا من الخيال عاش فيه مع نفسه وتخيلها معه ولم يعى أنه مرض بها 

.. تنامت الفكرة واتسعت مخيلته فى أفكار وأحلام ورديه على ورق سلوفان 

.. لم يستشر أحدا وأطلق لنفسه الحبل على غاربه ولم يستطع  التحكم في إنفعاله نحوها 

.. فأرسل لها "إبتسامه" ولم تستجب لأن تربيتها تمنعها من أى فعل يخالف إلتزامها بالعادات والتقاليد والأخلاق التى تربت عليها

.. ولما لم تستجب الق عليها "السلام" فلم تعيره إهتماما وإعتبرته ناقص التربيه

.. أرسل لها على مواقع التواصل الإجتماعى فلم ترد عليه

.. تقرب من زميلاتها ليبلغوها حنينه وأشواقه وأنها تلازم أفكاره طوال اليوم وأنه يريدها زوجة له فلم ترد

.. طلب منها "موعد" ليتكلم ويبوح عما فى   صدره من هيام وحب وغيرة عليها فلم ترد 

.. صارحت أباها بكل مضايقاته وكان لقاءه مع أخواله سرابا ولا حراك

.. تعهد فى جهة أمنية بعدم التعرض وكان يعود إلى جرمه وبزيادة فقد أطلق العنان لنفسه ليفعل مايشاء بدون روية ولم يدرك أنه مصاب بانفصام فى الشخصيه "شيزوفرينيا" 

.. هددها بالقتل إن لم تستجب لطلباته لأنه لايتحمل أن تكون زوجة لغيره "غيرة قاتلة" ولم تعيره أى إهتمام 

.. قرر أن يلتقى بها رغما عنها 

.. راقبها وركب معها وتقدم لدفع الأجره للسائق فرفضت بإباء وشمم ولم تعلم أنه يستل سكينا داخل ملابسه

.. وفى لحظة إنهيار نفسى وغياب كامل للوعى العقلى  طرحها أرضا وذبحها

.. ما أقسى هذه اللحظة التى زهقت فيها روحها الطاهره لتصعد الي السماء شهيدة للعفه والطهاره والنقاء

. لحظة قتلت فيها الشهامه والرجوله 

. لحظة قتل فيها الأدب والإحترام 

. لحظة قتلت فيها الأخلاق 

. لحظة قتل فيها المجتمع 

. لحظة قتل فيها الإعلام بكذبه وعنفه ورسالته التدميرية لشبابنا

. لحظة قتلت فيها الحضاره بما فيها من مواقع التواصل فقد أسئ استعمالها 

. لحظة قتلت فيها التربيه بما فيها من تدليل وعدم سيطرة فكرية ونفسية

.. تلك اللحظه هدم فيها قصر الأحلام فقد كان من الرمال 

. لم يكن له قواعد وأعمده من الأخلاق تجعله يواجه أمواج بحر الأحداث فلما هاجمته إنهار فى لحظات غير محسوبه

.. يسأل أحدنا من المسئول؟؟!! 

.. أجيبه أن دماء القاتل والمقتول والمجتمع فى رقابنا جميعا 

.. كلنا مسئولين كبيرنا قبل صغيرنا وسوف نحاسب أمام الله يوم القيامه عن تقصيرنا فى تطهير المجتمع من النجاسات الفكريه كل فى موقعه

..  تحياتى .. 

د/ علوى القاضى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

تَبْكي العقيدةُ بقلم محمد الدبلي الفاطمي

تَبْكي العقيدةُ أمْستْ مُدَوّنةُ الإلْحادِ إصْلاحا  والجَهْل عَسْعَسَ بالظّلْماءِ طَوّاحا  والدّينُ حَرّفَهُ الأوْغادُ عنْ عَمَدٍ فأصْبَحَ ا...