الخميس، 23 يونيو 2022

لقاء على الرابية بقلم حسين حطاب

 ........ لقاء على الرابية

_  بعد ليلة وقد طالت وصور قصة ملك الإحساس تسرق النعاس من أجفاني ،و وجهه العابس يذكرني بالبؤساء ، مرة أشاهد التلفاز وتارة أدنو من ورقتي أخط عليها بدموع القلم حكاية كئيب ظلمته الحياة .

_ كنت أرقب الوقت وكأنه متوقف أسائل نفسي متى يبتسم الصباح لينثر ظلاله على شرفات المنازل كي أشق الطريق إلى مكانه المفضل الذي إعتاد الجلوس فيه وحيدا .

_ لما أشرقت الشمس تهيأت وسرت مسرعا إلى حيث مكان اللقاء صاعدا ونازلا بين الأشجار المنتصبة ،تتمايل أغصانها فتصدر بحفيف أوراقها نغما يطربني يؤنس خطواتي ،و أزهار الربيع المنتشرة على حافة الممر تبتسم من ثغور حمراء كالحلي وصفراء كالذهب وبيضاء كالفضة ،تعطر أنفاسي تريح أعصابي ، تبعد عني خيالات المهموم الذي ينتظر حضوري ،يرقب مجيئي .

_ وبعد ساعة من السير وقفت أمام الرابية تحيط بها أشجار مصفوفة بإتقان ،مختلفة الأنواع ،مزينة بالأغصان المتعانقة ،تضم بين جذوعها أزهارا متناسقة الألوان ،يفوح منها عطر يعطر قطعة الأرض تخالف هيئة ما حولها برائحة الطيب الزكية .

_ لاح لي من بعيد محاطا بسرب من الطيور ومجموعة من العصافير يحدثهم عن الأماني والأحلام التي ترنم بها . ولما اقتربت أكثر لم يحس بوقع أقدامي وإنما شعر بوجودي عندما تفرقت موسيقى الإستئناس مبتعدة عن سمعه معلنة له قدومي .

_ ارتاح وخف للمعروف كاليتيم المشتاق لعطف رجل كريم .جلسنا هادئين كأن روحا خفية تسللت بيننا تأمر الصمت والحذر ، والتفت نحوي وقال مبتسما : 

جئت في الوقت المحدد أقر أنك صاحب وعود .

_ سررت بكلماته وحدقت في عينيه وقلت :

إن صديقك حدثني كثيرا عن وقائع شبابكما وقصتك الحزينة 

نظر إلي نظرة المتعجب ......... يتبع

بقلمي / حسين حطاب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

تَبْكي العقيدةُ بقلم محمد الدبلي الفاطمي

تَبْكي العقيدةُ أمْستْ مُدَوّنةُ الإلْحادِ إصْلاحا  والجَهْل عَسْعَسَ بالظّلْماءِ طَوّاحا  والدّينُ حَرّفَهُ الأوْغادُ عنْ عَمَدٍ فأصْبَحَ ا...