بالأمس كنت شابا يافعا
يشق طريق الشقاء مقتنعا
واليوم أصبحت كهلا مستمعا
استولى الشيب على شعري سريعا
صرت لا أضحك للدنيا اقتناعا
قد سرقت السنين العمر مني
ولم تسكت حدة قلمي
نعم من الهرم هزعت أيامي
لكن الحرف لم يهرم مني
بين الشباب والكهولة زاد نضحي
في هذا الطريق الطويل الطويل
سقوط ونهوض هدوء وانفعال
أمش على قطرات الندى لا أتبلل
فارس زماني بيسرايا درع البقاء
وبيمنايا سيف الاقدام والكبرياء
متميز بلون التفوق والنقاء
فشكرا لشبابي ما عرف الانحناء
ولم يحبو ذليلا حتى البكاء
وما انحنى منكسرا أمام الأعداء
لما عصفت رياح العشرية السوداء
غيرت مهجة الحياة والأصحاب
وأغلقت طرق النجاة والأبواب
ورغم حواجز المسالك والصعاب
ما حركت اغصان الشباب
كان الحبر والورق أنيس الدرب
ورفيقا الرحلة التين والماء العذب
وما كنت كالشجرة وحيدة الأمل
تصارع عواصف الهول
بين الشباب والكهولة مسلسل
كتلة مشاعره تستحق التمثيل
تجاربه تحكى بصدق وتقال
بين شباب مودع وكهولة مستقبلة
سار العمر على مسرح الحياة
تاركا نفحاته كفرشاة
تنقي الشوائب والمعاناة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق