الخميس، 30 يونيو 2022

قبل الدمار بقلم عطر محمد لطفي

 قبل الدمار 


قيل أن التربية منذ الصغر كالنقش على الحجر مقولة جميلة جدا قيلت في زمن وجدت فيه النية الطيبة والقلوب الطاهرة التي تخاف على بعضها البعض والجار يسأل على جاره والكل أخوة، لكن في زمننا الحالي حينما يكبر ابنك أو ابنتك يواجهون ما يسمى الواقع الحياتي الذي يفرض نفسه عليهما سواء ذكرا كان أم أنثى، فهل فكرت ماذا ستفعل لهم حينما يصلون لهذه المرحلة وماذا ستنصحهم وهل بإمكانك إيصال الأمانة ؟؟؟. 

نجدهم في أغلب الأحيان وللأسف الشديد يندمجون مع أفكار جديدة تستهويهم تشتت كل ما درسوه في الصغر وترسم لهم باب لم يطرقوه وطريق لم يألفوه، ومن الممكن خروج كامل من عالمهم البيتي خصوصا مع ما وصلنا له من عالم العولمة والأمور التي تضع العقل في كف والقلب في كف آخر .

إذا كان لا أحد يسأل عن أهل بيته فما بالك بأبناء جيرانه و أصدقاءه ، وإذا كنا نحن لم نسلم من هذا العالم كيف بهم وهم مازالوا بذرة تريد البزوغ من بين أشعة الشمس الحارقة كيف يتسنى لها النمو والتوغل في متاهات الدروب الوعرة .

مع دخول بعض النظريات المشتتة للأذهان التي استفحلت في مجتمعاتنا العربية من طرف عالم الغرب بشكل واضح كبرنامج التيك توك وخلافه وكل مواقع الانحلال الأخلاقي وما فيه من البدع و المنهيات والمنكرات التي لم نتربى عليها وليست من أخلاقنا، لا يستطيع الشخص البالغ الراشد النظر فيه فما بالك بالمراهق أو الطفل الذي لم يبلغ الحلم وقد أصبحت الهواتف النقالة لعبة بأيديهم والعالم بكل ما فيه أمام ناظريه في لحظات .

هذه الأمور والبرامج تتركتنا نعيد النظر ونضع خطط ممنهجة لمتابعة ومراقبة شبابنا وسلوكياته خصوصا فيما يتعلق بالعادات والتقاليد والمعتقدات الدينية التي بدأت في عملية إعادة تدويرها وتوجيهها نحو آراء وفتاوى لا لها في الفكر والثقافة الأخلاقية مكان.

فقد ترى فيلم كرتون يعرض أمر مدته ثواني لا له صلة بالتربية لكن الطفل يفعل هذا مقتنعا أنه لعب فقط وينتهي به المطاف لأمور الله المستعان منها.

فحافظوا على بناتنا وشبابنا من إستعمار أذهانهم وغسل أدمغتهم ثم إدانتهم بأنهم هم السبب ولكننا نحن السبب في كل هذا و المسؤولون أمام ربنا يوم الحساب على ما هم عليه الآن فهم أمانة في أعناقنا، فلنرشدهم إلى الطريق القويم لكن بتعقل ليس أوامر تنفذ وكفى بل حذف كل المواقع والبرامج والألعاب الالكترونية التي تهدد مجتمعنا وبدون تردد والمتابعة والرقابة من حين لآخر .

لم يعودوا كما كانوا فالوقت يسرع بدقاته نحو المجهول حاولوا اقتحام المبنى وتصحيح المفاهيم قبل فوات الأوان ،،، .


بقلم الأديبة عطر محمد لطفي 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...