دام التفرد و الألق يسطع بك أستاذنا الشاعر و الأديب
الناقد الفاضل
Mahmoud Messto* // سوريا
في قراءة إبداعية و قصة الكاتبة الروائية أمل شيخموس التي بعنوان " عشق وطيد بين الشمس و الرعد * "
* أديبتنا الحقّ ومفكّرتنا الإنسانيّة أمل شيخ موس الّتي تتميّز بطابعها ؛ فحين نقرؤها لانتمالك أن نقول : هذه أمل ، هذه ملامحها ، هذا تعبيرها وتصويرها ، هذه فلسفتها ، هذا صدقها الفنّي في كونها الأدبيّ - الرّوائيّ ، فهي في حيرةٍ من أحداث الحياة ووقائعها إذ لم تعدْ تميّزُ الدّموع من الشّموع ، فالدّموعُ تسيلُ ، والشّموعُ تذوبُ ، وكلتاهما تقطر أسىً ولوعةً ، والمادّة -- على حدّ تعبيرها -- تغلقُ مسامات الحياة ، وتشوّهُ جمالها ، وتقلّلُ من جلالها ، ومن هنا يأتي تركيزها على التّلاحم الرّوحيّ المعنويّ السّامي لا الجسديّ المادّي الواقعيّ ، داعيةً إلى التّأليف بين القلوبِ كما ألّف اللهُ بين موسى وهارون ، وبين خديجة الكبرى ومحمّد صلّى اللهُ عليه وسلّم ، وترى للشّمسِ علاقةَ عشقٍ سرمديّةً مع الرّعدِ المدين لها بالبريق والوهج ، فالشمسُ ملكةً حسناء تبدي زينتها ، وحسنها وبهاءها ، ونورها وصفاءها للبشريّة جمعاء ، فما تسطع أشعّتها البتّةَ على أناسٍ دون أناسٍ ، ثمّ تأوي بعد إشراقها إلى خِدْرِها ، وتخلد إلى الرّاحة لتستعيد نشاطَها ووقدتَها ثانيةً قبل بزوغِ الفجرِ .
وترصد الأديبة أمل حركة الكون المستمرّة ، وتراقبُ كائناته جميعها ، وتتأمّلها مدفوعةً بطاقةٍ نورانيّةٍ ، وشعورٍ إنسانيٍّ صادقٍ يسري في قلبها الكبير الّذي تعتمله الرّغبةُ في إصلاح ما أفسده الإنسان ، وتريد توطيد أركان الحياة ، وتملأ مناحيها وميادينها كافّةً بالخير والأمن ، والجمال والعدل ، وتبشّرُ الإنسانيّة جميعها بالرّحمة والمودّة ، والحبّ والألفةِ ، والتّعاون وثقافة الإخاء ، والتّصافي والسّلام.
* دام صنيعُها الأخّاذُ ، وعباراتُها الرّشيقة ، وتراكيبُها المتينةُ .
القراءة الإبداعية بقلم الأديب الناقد المتألق
محمود مصطو
قصة
عشق وطيد بين الشمس والرعد
بقلم الكاتبة الروائية
أمل شيخموس // سوريا
طاقات رعدية وبرقية ، شهب ونيازك كونية وقلبي يرتعد هاهنا جراء الإخفاق من الشخص الذي وثقت به ، نمتُ ليلتي أم أني لم أنم كل شيء ضبابي ومبهم . . عنات وآهات وقلب مفطور ! الألم يتقطر من مسام الحياة !! عبثاً كانت تود أن تنام !! تصطنع الهدوء و الراحة تمثلُ أنها في أمان وخير ، بيد أن الأمان الوحيد والسلام من الله سبحانه وتعالى . . صُدِمَت للمرة المليون بتبعثر خلاياها بين البشر على هيئة إقحوانات ، نجوم تضيء الدرب شموع ودموع هي مشوشة للغاية والحقيقة طُعنت بروحٍ بريئة وقعت في شِراكِها وأحبتها ، أدمنتها حدَّ اندثار الأنا والتجسد في كيانٍ واحدٍ بارع الجمال ، بيد أنها ترفضُ ذلك التلاحم !! تتقبلهُ بأنواعه الروحية والمعنوية كافةً . . إلا الجسدية ! المادة تطغى على المكان تُغلِقُ مسام الحياة ! فيُغلِقُ الكون أبوابهُ في محياها وهي كالوردة الملونة تُغلقُ أوراقها على عطورها ورحيقها كنزها الأجمل " لب الاغراء " روحها البريئة تجذبُ إليها الأرواح تستقطبُ الكائنات وكأنَّها تغريهم بالعسل وهي ماهي كذلك الأمور تتبدى مختلفةً للآخرين . . إنها مجرد ذات روحية وهمية أو حقيقية مكونة من جزيئات النجوم وبذور القمر ، أشجار أرياف المريخ تسكنُ الزُهرة وتتوقدُ في عطارد لها لمسات ضوئية وآثار ظلال على الأمان تطبعها بالحب والوئام لا تحب الإكراه ولا تودُ أن يمتلكها أحد بل أن تستمتع البشرية جمعاء بتلك الظلال أن تتحسس الجمال لكن من بعيدٍ بعيد ، لا لإصطيادها !! لا لا لا
وتستمرُ الأشعة الذهبية في التدفق ! المكان والزمان مفتوحان على مائدة اختلافها وتنوعها البيولوجي التكويني قلبُها يرفض !! لا للأسر وكبت الحريات الأشعة تنهمر تلجُ كل مكان تتدفق من نواة لُبِها الأعمق إلى الوجود ، فليستمتع البشر هاهنا بالأشعة التي تُصافح صفحة مياه المحيطات وحياة البشر التي تأوي بعد اشراقها إلى الغروب والنوم بلذة وارتياح والتوقد عزماً ونشاطاً ، عزفاً . . مع آذان الفجر ترتسمُ جدائل العاصفة الرعدية والبرقية تمتد إلى مخدعها ! تشعرُ باندثارها المؤقت خلف الغيم الأسود الماطر بيد أن الجو يَتَكَشف وتُشرِقُ الشمس حيثُ تخرج العصافير فرحة من مخابئ ظنتها ليلاً طويلاً لا نهاية له !! يفرحُ الصبيةُ الصغار يتراكضُ بعضهم وراء بعض . . ثمة ضوء يتجدل بين الأرض والشمس يلامسُ مكامن القوة والمحبة الشغب والصخب الحيوية أسراب الفراشات تنهض من السُبات تمزقُ الشرنقات تحت تأثير اشراقاتها تطير وتطير تحطُ على الزهر الحنون المجبول بضوء الشمس هل عرفتم من هي إنها الشمس التي تضيء الكون
مهما كان الرعد قوياً جسوراً تُشرِقُ بالحياة تتناغم مع الوجود ، تُقَدِرُ ذلك الرعد الغاضب الظاهرة الكونية جنباً إلى جنب يخدمون نور الله تدرك هذا جيداً أنهما في ذات النسق يسيران دون أن يطغى أحدهما على الآخر ! كُلٌ يعمل بطبيعة وفطريةٍ جُبِلَ عليها ، بقاء أحدهما لا يؤثر في الآخر بل يمنح البهاء للكون الذي يحتاج البرق والرعد أحياناً وبشدة في فصولٍ وظواهر معينة والشمسُ دوماً الركيزة والأساس لكل الفصول تنيرُ الدروب والحقول تحفز العمل وتُنضِجُ الخمور في باطن الورود تصنع فيتامين دال D لأجساد البشر تجعلها تمتص الكالسيوم والحياة من الحياة تستمِدُها الشمس المشرقة بفضل الله ونوره الأعلى والأغلى على قلبها هذه الشمس هي حب الله للأرض ، ما زال قلبها يئن بيد أنها أحبت البرق والرعد كظاهرة تشبهها لا للتزاوج معها والتكاثر لأنه " قمة المستحيل " الشمس كوكب واحد لا يتكاثر إذ انهُ لب الضياء منها تُشِعُ الطاقات وربما كان البرقُ مبهوراً بيد أنها كانت تؤدي رسالتها في كل شروق
تميل إلى الغروب كلما لامسها ذلك البرق أو اقترب من لبها هي تحبهُ ربما لكن ليس بالطريقة ذاتها التي يتمناها " لهُ وحدهُ " ! جسد يرتجف يتجمر في نقطة واحدة يزيد من الإبهار واسترسال الضوء المتدفق منها !! الرعد يُراسِلُها ويتابعها كزخاتٍ نجمية التماعاتٍ ضوئية تحترمُ طقوسها ولا تسعى للإكراه أو الإجبار الجبروت أو الطغيان بل المودة والرحمة من صفاتهِ ، زخاتُ المطر الذي يُحيي بها الأرض إنهُ بذات أهمية الشمس يعمل من مكانه بشكلٍ أوتوماتيكي فطري كما تلك الشمس
الرحمة تجمعهما ورعاية و سقاية البشرية بالأمان والجمال الحياة
بقلم الكاتبة الروائية
أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق