الأحد، 19 يونيو 2022

جيوب الفقر بقلم سمير عبد العزيز

جيوب الفقر
قصة قصيرة
سمير عبد العزيز
غادر ماكينة الصراف الآلى بعدما تحصل على راتبه الشهرى وكعادته أعاد عد النقود أكثر من مرة وبعد أن أطمأن وضعها فى جوف جيب بنطاله لترقد بأمان وأستيقظت فى رأسه من مرقدها الديون والأقساط والفواتير المنزلية ومصروف البيت .و..و. كادت رأسه أن تنفجر من كثرة التفكير والضيق ..مضى يقطع الطريق الى المنزل هائما على وجهه حتى كادت أحدى السيارات أن تصدمه لولا يقظة السائق الذى تفاداه وراح يكيل له بالشتائم...سقط على الأرض من شدة الهلع ..تجمع المارة حوله بسرعة ورفعوه عن الأرض ..حاول أن يدفع عن نفسه ما أصابه من هلع فطمأنهم أنه بخير وشكرهم ومضى فى طريقه .
أستقبل هاتفه اتصالا من ابنته تذكره فيه أن لاينس ما طلبته منه البارحة ...بعد برهة تلقى اتصالا من ابنه يحثه على سرعة العودة للمنزل كى يعطيه نقودا يبتاع بها هديه لخطيبته.....وما لبث أن أنهى الأبن اتصاله حتى تلقى اتصالا من زوجته تستعجله فى شراء قائمة الأشياء التى طلبتها منه قبيل أن يغادر المنزل صباحا ودونتها له فى ورقة ووضعتها فى جيب قميصه ...تحسس النقود فى جيب بنطاله خائفا وكى يطمئن عليها فلم يشعر بها ..أصابه الذعر فوضع يده وهى ترتعش فى جيب بنطاله فلم يجد النقود أخرج احشاء جيوب بنطاله الأمامية والخلفيه فكانت جميعها خاوية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

هل يكفيك العتاب يا فرنسا بقلم البشير سلطاني

هل يكفيك العتاب يا فرنسا ؟ هنا يقف المجد ثائرا على كل شبر من أرضنا التي زارها الغيث يوما من دم الشهيد ارتوت وازهرت ياسمين يفوح رائحته في ك...