الجمعة، 3 يونيو 2022

سنوات عجاف بقلم جميل أحمد شريقي

 سنوات عجاف

============

أبدت لنا هذي السنون عجافها 

ومصابها وصوابها وجفافها 

أبدت لنا أعداءنا ورفاقنا 

كيف استباحوا سيفها وسلافها 

فيها رأينا المرَّ حلواً طيباً

لما رأينا الحرَّ ذاق خلافها 

هذي حكايا الموت مات رجالها 

وتنطعت بالمنتهى أجلافها


كم من حرير كان لبس حرائر 

صار الفضاء غطاءها ولحافها 

كم من فراش بدلت أيامنا 

فغدا التراب وجوفه أردافها 

نبكي على موتى ونحن مثالهم 

وحياتنا عجفى تميت نطافها 

سبع عجاف والزيادة مرة 

والعاديات تكسرت أطرافها


وتطاحنت فيها الرؤوسُ رخيصةً

والساترات تناهبت أصوافها

والورد فيها صار شوكاً محرقاً

أما السماءُ فضيّعت كفكافها 

ومن النساء تعدد متحذلق 

رضيت رجالاً أنهكت أنصافها 

والعدلُ ظلمٌ والظلامةُ نعمةٌ

والموت يحمل للورى إنصافها


وعلى نعوشِ الصمتِ ماتت أمةٌ

صارتْ تبيعُ لِمَنْ يجودُ عفافَها 

أما الكرامُ فلا حياةَ لجودِهم

خانوا المروءةَ مزقوا أطرافها 

عشرٌ عجافٌ والدولارُ مسيطرٌ

والعابدون لهم نتاجُ قطافها 

والفقرُ  كفرٌ والدعاةُ مطامعٌ

ومصالحٌ ملَّ الصدوقُ رعافها


 ماتَتْ فضائلُنا وماتَ شبابُنا

واستحكمَت بالمحكماتِ نطافها 

والضيقُ مدَّ على العيادِ كلاكِلاً

والنفسُ عافت روحُها أطيافَها

وشراذمُ التاريخِ تحكمُ شامخاً

قد دهدهته على الثرى أعطافُها 

والصدقُ أسوأ خلةٍ في عصرِنا

من ذا يصدِّقُ في الحديثِ توافها؟!


قولوا لعشاقِ النذالةِ : مرحباً

أنتم منارٌ للعقولِ وكافها 

وتفرعنوا فالشعبُ أمسى لعبةً

يرضى المذلةَ مجدَّت سفسافها 

وينامُ جوعاناً ليُتخَمَ سارقٌ

أمسى بدونِ معارفٍ عراّافَها 

ناموا على حلمٍ يداعبُ شهوةً

فالحالماتُ تجاوزت أعرافَها

==========

بقلمي 

د.جميل أحمد شريقي 

( تيسير البسيطة )

     سورية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

إشراقة وجهك بقلم معمر حميد الشرعبي

إشراقة وجهك لوحتي المفضلة لمست فيها عبق ألوان الود وحبر الأناقة في محيا الجلال  كم أنت رائعة كلون شفق يغازل البحر يعزف سيمفونية القرب. سيدتي...