... ثقافة القراءه
... كنت في ندوة علميه وكالعادة دائما نلتقي مع الزملاء في هذه الندوات لنتجاذب أطراف الحديث
... وفي حوار علي هامش الندوه ذكر أحد الزملاء قصة أحد أساتذتنا بعد وفاته تاركا خلفه مكتبة هائله من المراجع العلميه عن أمراض القلب ولأن زوجته ليست مهتمه بالمجال الطبي فهي تجهل قيمة هذه المراجع فكان منها أن أفرغت المكتبه من كتبها و مراجعها دون وضع أي اعتبار للمجهود المبذول في جمعها وقيمتها العلميه في ماتحمله من علم وكأن هذه الكتب كانت حائلا بينها وبين زوجها وعزلته عنها فأرادت الانتقام منها لاسيما وأنها لا تجد من سيدافع عنها
... أفرغت المكتبه من محتواها ووضعتها بطريقة عشوائيه في سيارة نصف نقل والمشهد المؤلم أن السائق كان يلقي بالكتب من البلكونة في السياره وكأنه يتخلص من أغراض مغضوب عليها
... ومما زاد الطين بله أن الزوجه أوصت السائق أن يفرغ سيارته علي باب إحدي كليات الطب وبالذات التي كان يعمل فيها رئيسا لقسم القلب بالكليه ففعل
... وانتقل الخبر بين زملائه وتلامذته الذين إندفعوا تجاه كومة الكتب وكل منهم يأخذ مايريد ومما أحزنهم أن بائع البطاطا شاركهم في أخذ مايريد وكذلك صاحب المطعم المجاور للكليه الكل تكالب علي كومة الكتب حسب وجهته
... في هذا اليوم مات العالم مرتين :
.. مرة حينما زاره ملك الموت
.. وثانية حينما عرضت كتبه عند بائع البطاطا وبائع الفول والطعميه
... هذه القصه ذكرتني وانا طالب بالكليه كان يأتينا بائعا للكتب قبل أن يذهب بها الي سور الازبكيه
... كان يعرضها علينا لنأخذ منها مانريد فكنا نشتري منه المراجع الطبيه والدينيه
... واصابنا بالذهول لما حكي لنا أن هذه الكتب مكتبة أحد علماء الأزهر المشاهير
وكان صاحب عمود بالأزهر ولكنه ترك زوجة وأبناء لايعيرون للعلم إهتماما وما إن مات تخلصوا من مكتبته وبها من أمهات الكتب مايكفي لإصلاح أمة بأكملها
... كل هذا ذكرني بتاريخ الزوجات بالتخلص من الكتب وإحراقها فمثلا :
.. سيبويه :
قامت زوجته بإحراق كتبه لأنه كان ينشغل عنها بهذه الكتب، فلما علم بذلك أُغشي عليه ثم فاق وطلّقها.
.. الليث بن المظفر :
كان منشغلًا عن زوجته بحفظ كتاب "العين للفراهيدي"، فغارت من الكتاب فأحرقته.
.. الأمير محمود الدولة الآمري :
كان يقتني الكثير من الكتب، فلما مات كانت زوجته تندبه وترمي بالكتب في بركة ماء وسط الدار لأنّه كان ينشغل عنها بهذه الكتب.
.. إبراهيم العياشي :
قضى عشرين سنة في تأليف كتاب "حجرات النساء" فأغاظ ذلك زوجته لانشغاله عنها كثيرًا فأحرقت الكتاب فأُصيب الرجل بالشلل.
.. محمد بن شهاب الزُّهْري : قالت له زوجته يومًا : و اللهِ لَهذه الكتب أشدُّ عليّ من ثلاث ضرائر
... وهكذا تتأخر الأمم
... تحياتي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق