قُدس تلألأ
قدسٌ تلألأَ نجمهُ العالي النَّسبْ // منذُ الخليقةِ لم يزلْ نوراً يهَبْ
ثاني المساجدِ للعبادةِ قد نُصِبْ // وتجاوز التاريخَ واجْتَثَّ النُّصُبْ
هو قبلةٌ أولى لخيرةِ منْ هدى // وتعاقبَ الأبرارُ فيهِ ولم تغِبْ
مِنْ أنبياء وأتقياء وصفوةٍ // من صالحينَ وبالدِّماءِ قدِ انتصبْ
لا ينثني من غاشمٍ متوحشٍ // يرمي السلامَ بخسَّةٍ إذ يقترِبْ
كلُّ الممالكِ غرَّدتْ فوق الثرى // لم تنتقصْ من مجدهِ الغالي وأبْ
فالمفسدونَ يهدُّ كلَّ كيانِهمْ // أو يرتقونَ كما التُّقاةِ إلى النُّجُبْ
رحلوا ودام كما الهدى علماً يُرى // من كلِّ صوبٍ شامخاً لم يضطربْ
قد قامت الأديانُ فيهِ ولم تزلْ // تروي الدُّنا من فيضها السامي الأحبْ
فيهِ المواضعُ كلها قد أينعتْ // من بيت لحمٍ للقيامةِ والعجبْ
والناصرةْ كلّ الجبالِ العامرةْ // بالحُبِّ والطُّهرِ الفريدِ وما وَجَبْ
مسرى الرسول ومنه يعرجُ للسما // كي تظفرَ الأنحاءُ مجداً مُلتهِبْ
فليرحلوا عن قُدسنا زيتونِنا // عن كلِّ دمٍّ قد أريقَ ولم يغِبْ
عن رايةِ الإيمانِ قي أرضِ الهُدى // عن مسجدي عن كلِّ طفلٍ مُرتقبْ
فالوعدُ حان وقد علتْ أكتافُنا // والنصرُ جاءَ وفي الكتابِ قدِ اقتربْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق