بلايين من القبل
إذا ما خانني التّعبيرُ
فلي ما عن الحرف يُغنيني
مرقدُ عينيك سريرٌ
يلهمني يسافر له وتيني
و ذاك البؤبؤ زورقي
و مجدافه الأهداب تنجيني
وتلك الشفاه كمنجتي
إيقاعها نغم قاتل يرديني
مقلتاك جنان ورد
مذهل عبقها من بعيد ينادبني
و قدّك الممشوق لوحة
في ألواح "دافنشي" تنسيني
لا يهمني إن جف حبري
فالصمت
في محراب العشق يكفيني
أنسى و كيف أنسى
و ما عسى النسيان ينسيني
أ حليبك أنسى
أم حنانك الذي كان يرويني
بلايين من القبل
تلك التي رسمتها على جبيني
منذ نعومة أظافري
بل و حتى و أنا في الخمسين
أنسى و هل لي أن أنسى
و ما عسى النسيان ينسيني
من ربّت على كتفي
أيّأم الجمر و ذات صراخ أنيني
أماه يا نبض الخافق
لي عندك رجاء إيّاه أهديني
فأنا الكهل صغير
بربّك إلى حضنك أعيديني
ضمّيني و أكسريني
و افتحي لي قلبك و اسكنيني
و ضخّي أنفاسك في شراييني
سئمت التأكسد
فالحياة أنت و الأكسيجين
إلهي أعنّي على برّها
فوجودها عن العالم يغنيني
ابن الخضراء
الاستاذ داود بوحوش
الجمهورية التونسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق