الجزء الثاني
عرضت عليه الابتعاد قليلاً
لعلّ هذا يكون فيه خيراً
كنت واثقةً من حبه لي
لدرجة تجعلني موقنةً
أنه لن يقول شيء
إلا إفعلي مايحلو لكِ
كيف السبيل ليومي دونك
هذا المتغطرس الذي بداخله
يهيم بي عشقاً !!
كان يؤجل السفر ويتحجج بألف حجة وحجة
فاتصلت به لأحسم الأمر
قلت : على كلانا أن يفكر أكثر ويسترخي مع ما يحدث
فقد تعبت من تمثيل أدوارٍ عديدة؟!
فقال لي : عزيزتي حاولي أن تكوني عادية
لا أريدك إلا أن تكوني أنتِ
لكن كيف يفهم أني أُحمّلُ نفسي فوق طاقتها
دون جدوى فأنا المجنونةٌ في نظرالحميع !!
فقال : اسمعيني أنا ماكنت يوماًغير الذي عرفتني
لكنك بارعةً برسم معالم لشخصية في مخيلتك
وتهربين سرا وعلناً إلى مدن أحلامك
قلت : لما لانهرب سوية
و نترك ماضيك وترهات حياة لاطائل منها
فقال : حسنا سأفكر فيما تقترحين .
فقاطعته قائلة : لا تفكر !!
سأنتظركِ حلماً أملاً وشهماً !!
قال : عشتُ بلاروح أوطعم ضائعاً متهوراً قبل التعرف عليكِ
و لا أريد أكثر من أن نتفق على حياةٍ تناسب كلانا
قلت : لم أحبك وماكنت أحب أحداً قبلك و لا بعدك لأن من يستحق حبي لاوجود له بين من حولي
لكن بالمقابل أجاهد نفسي
لأكون كقريناتي ولا أكون في خانة العوانس سابقا
أو الفاشلات مستقبلا
لم أفعل يوماً شيئاً مخالفاً لما يريده اهلي
الأمر أصعب من أن تتمكن من تصوره !!
أنت وغيرك
ابتسم لكلامي و طمأنني أنه معي
وأنه سيكون أفضل مما رسمت في خيالي
و ساد صمت غريب و مضت
ايام دون زوابع أو تمثيل
لنغدو نحن دون اقنعة ..
و بعد انتصاف ليلة مشؤومة
وقفت قرب شرفات المنزل كعادتي لمحت ضوء سيارته الفاخرة يقترب
تسمرت في مكاني
أصوات وجلَبَة وأشخاص عدة يرافقونه
وإذا به مع مجموعة عمال
ليفرغ كم هائل من البضائع
تساءلت عما يحدث
لقد كان ينقل بضائعه من مستودعه
الذي بجواري إلى مكان آخر
ماهي هذه الخطوة الجديدة
وكيف ستكون حياتنا إن حاول تغييرها
وقتلت التصنع وجعلت عمله وحياته على المكشوف
تخيلت أن يهبني الله طفلا يشبهه في رعونته وطيشه وشقاوته وتمنيت حياتي دونه خالية من السعادة
حياة دون روح
هذه التجربه بصدقٍ علمتني معنى أن نعيش أحلامنا
وانه هناك في هذا الكون ما يستحق الفناء لأجله
و أنه بإمكاننا أن نحقق مانريد في هذه الحياة
فقط لنحدد الهدف والعزيمة
تأخرت طويلا في رسم خطوة مستقبلية ضرورية
بقيت ما يقارب عمراً أنتظر أن تدق الأحلام بابي
تأخرت جداً... في حجز تذاكر السفر لمدن أحلامي
من داخل روحي
شعرت بالقلق حيال تأخري وترددي
ما جعلني أتحسّر على ماضاع من عمري
تخيلت سيناريوهات عديدة
ويوميات وأحلام نجسدها بإرادتنا
أيعقل أننا جبناء ودون عقل
ننتظر من ينتشلنا من عجزنا
بسبب ظروفنا ليرحل بنا إلى عالم آخر ؟!
أيعقل أننا ضعفاء وجبناء
نتورط مع الخوف والتسويف ...؟!
عزمت أن أنجبه وأنجب نفسي
من جديد
اتصلت بــه..
:الو، أين أنتِ ؟!
انتظرك منذ ساعات !!
فقال بصوتٍ تعب : إنني على الطريق
حضرتُ أغراضي و حقيبتي
و أكملت كل شيء و كنت مستعدة
للابتعاد عنه
وتركه يعيش العذوبية التي أشتاق لها
كنت أقولها في سري
لكن نظرتُه إلى عيني كانت غريبة !!
كيف بالله يكون هذا الرجل هو نفسه !!
آسفة حاولت أن أرغم نفسي على البقاء
لكـــن لم أستطع ...!!
على الرغم من كثرة المحاولة
فهذا مناسب لكلانا
كان ضميري حياً لدرجة جعلتني
أشعر بشعور أنه يترجاني أن أفكر جيداً ..
فحاولتُ تهدئته نوعاً ما
وبث شعور الطمأنينة فيه ،
وقلت : لا أستطيع الصمود أكثر
إن كنت تحبني فخذني حقاً
كملكة الى أهلي قد استعيد روحي من جديد
وعد بعد حين لتأخدني أميرة
إلى قصرك
.... يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق