أَيُّهَا السَّاهِر طَيفُه أَتَعَلَّم
الشَّوْق وَالْأَمَة وسكراته . . .
أنْتَظَر وأتجَرَع كُؤس صَبَر
هُوَ مُرَّ وَأرتَدي وشَاحَه . . .
يَعْشَق عَذَابٌ الشَّوْق لَيْلِي
وَتَسْتَبِيح مَدَامِعِي أَنَاتُه . . .
والمسافات تَلْقَى ظِلَالُهَا
فَوْق آلْامِّيّ وتُشعِل نَارِه . . .
مَا تَاقَت رُوحِي إلَّا لَوَصَل
يَسْعَد بِهِ الْقَلْبُ ويأنسه . . .
أدمَنت عَذَابِه وَلَذَّتُه وَكُلَّمَا
سَقَانِي مِنْه زَادَت صَبابَته . . .
وَعَجِبْت مِن ذَاتِيٌّ تُحِبّ
الْعَذَابَ وَأنَّ رُوحِي تَأَلَّفَه . . .
قَد سَئِمْت زَمَانٍ لَيْسَ زَمَانِي
لَكِنِّي كُنْت دَوْمًا أنا فَارِسُه . . .
أمتَطي سِرْج القصيد وأغزل
لَك مِنْ أشوَاقِي أشْعَاَره . . . .
غُزًّي الشَّيْب مَفْرِقِي وَقَلْبِي
مَازَال فُتْيَا دَاخِلٌ أسواَره . . .
يُبْكَى الدُّجَى حِين أصدَح
بحروفي وأبياتي أَنْوَارِه . . . .
وَكَأَنَّه عِطْر وَرَحيقٌ هَذَا
الْحَبّ فَوْق السُّطُور أسكُبه . . .
وَيْلٌ لِقَلْب عَشِق وَشَوْقٌ
فِيه لِحَبِيب دُون وصَاله . . . . .
يَحَار الطَّبِيب بِهَذَا الْقَلْب
وَذَاك اللَّحْن الشّجِي بِأوتَاره . . .
مَا الَّذِى أَوْدَع حُبُّك بِالْفُؤَاد
وَقَد مَلَكَت وَحْدَك إسْرَارَه . . .
قَد أَرهَقت قَافِيتي وَمَلَّكْت
بِهَذَا الْحُبّ خافِقِي وَأركَانه . . .
(فارس القلم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق