. ثقافة الإدارة...
. إنتصفت ليلتى واختليت بأعتاب ذكرياتى فمن لزم الأعتاب لابد أن يفتح له الباب
. ومعى فنجان القهوه المحبب أرتشف منه بين الحينة والأخري وساد الصمت والسكون هذا المساء
. اللهم إلا مواء بعض القطط فى الخارج وكأنها تعلمنى بقرب قدوم أبى ليفتح لى باب ذكرياتى معه
. وبعد أن كل متنى فى طرق الباب
. فتح الباب
. إنه أبى سمح لى بالدخول وبرفقة روحه الطاهره عشت لساعات أغوص فى بحر عطائه من الحكم والخبرات والمواقف التى كانت علامات على الطريق تنير لنا فى ظلمة الحياة
. تذكرته يوم أن إصطحبنى معه فى زياره تفقديه لإحدى المدارس فقد كان يعمل موجها وكنت لم أتجاوز العاشره من عمرى
. ولكن الله حبانى منذ نعومة أظفاري بلمحة من دقة الملاحظه وسرعة البديهه
. فكنت أرقب تصرفاته وأحفظ كلامه وأعمل بنصائحه
. وكان الحوار الآتى مع مدير المدرسة يقول المدير :
أنه أول ما ترقي لمنصب المدير كان معه موظف ممتاز جدا وناجح لكنه كان كثير الإستئذان ودائما يطلب أجازات
. وفى مره طلب منه أجازه مصيف والمدير رفض فبلغ أجازة مرضية
. المدير راح عند بيته من بدرى لأنه عارف مسبقا إنه مسافر اليوم ده
. وانتظره ومسكه تحت بيتهم وقاله :
( عرفت انك كداب واليوم ده مخصوم بيومين علشان تبقى تكذب ) مع نظرة سخريه
. قدم الموظف طلب نقل ورفض الإستمرار وخسر المدير ٥٠٪ من النشاط اللى كان بيحققه عن طريق الموظف
. واعترف المدير بسوء تصرفه ومافتئ يلوم نفسه ( إيه الى أنا عملته ده وليه واستفدت ايه !!! )
. وكان رد أبى عليه بحكمته المعهوده ونظرته الثاقبه وفهمه للأمور وخبرته التراكميه قال له :
. حضرتك ممكن تخسر كل حاجه فى حياتك بسبب أنك تضغط على أحدهم لدرجه إنه مايلاقيش مفر فيهرب
. واعلم إنك لما تضغط على أحدهم أوى كده ملوش غير ردين فعل :
. إما يهرب منك زي ماحدث
. وإما يهاجمك علشان يدافع عن نفسه
. وفى الحالتين إنت خسران
. علشان كده دايما ساعة المواجهه لازم تتراجع فى اللحظة المناسبة
. لأنه لو محصلش حتكبر المشكله وتصل الى مرحلة اللا عوده
. خدها منى نصيحه مافيش أى إنتصار فى إنك تكسب نقاش أو توصل للى قدامك إنك كشفته لأنك فى الحقيقه بتعريه قدام نفسه وقدامك وقدام الناس ومافيش إنسان هايستحمل كده
. كلنا بلا إستثناء نتجمل قصاد بعض وده مش عيب
. مدام ربنا ساترك تفضح نفسك ليه
. التجمل اللى بنعمله ده منحبش حد يشيله وكمان بقسوه متناهيه كده
. التجمل ده هو ورقه التوت الى بتسترنا وتحمينا
. خلى دايما للى قدامك مخرج وفرصه
. ممكن تحسسه إنك فاهم بس مش أوى واترك له حته يستر بيها نفسه ويفضل على التجمل بتاعه
. مش لازم فى كل نقاش تثبت إنك صح
. مش لازم فى الخلاف تجرح وتدبح علشان تنتقم لنفسك بلاش فى النهايات تحرق مراكبك
. أحبابى :
. سيبوا الباب دايما موارب يمكن ترجعوا
. وسيبوا للى قدامكم مخرج يقدر يحمى بيه نفسه ويستر نفسه
. علشان تبقى الأمور سهله لما يرجع
. فى النهايه بلاش تضييق الحصار لأنه مش إنتصار
. الإنتصار الحقيقى إنك تُبقى على إنسان
وعلى ستر إنسان
. رحمك الله يا أبى وطيب الله ثراك
. تركت لنا معالم على الطريق ومتكئا نتكئ عليه إذا تعثرنا
. تحياتى .
د/علوى القاضى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق