( لا تنكسرْ ! )
لا تيأسَنَّ !
وإنْ تزلزل كلُّ مَن
في الأرض حولك
وانكسَرْ
اِغسلْ فؤادكَ من همومك كلها
واطرَحْ ركامَ الحزنِ
واصبرْ واصطبرْ !
أنت الملقَّبُ بالخليفةِ
فلتكن أهلا لها
واحيىَ على ثقةٍ بأنك
قد أتيت على قدَرْ
لا يخدعنَّك أيُّ دجَّالٍ
فأنت تعيش في ..
زمنٍ بلا زمن
وفي وطنٍ بلا وطن
وفي أهلٍ بلا أهلٍ
تعيش اليوم في ..
شيءٍ بلا أُطُرْ !
وإذا فشلت ولم يحالفك القدرْ
( لا تنكسرْ ! )
فالشمسُ يُكسفُ ضوْؤها حيناً
وينخسف القمرْ !
وإذا وقعت فلا تهن !
( لا تنكسرْ ! )
لا تنهزم !
كم من وقوعٍ بعده
قام ابنُ آدم وانتصرْ
ستموت يوماً فالتمس لك فرحةً
تنسى بها آلامَ قلبٍ يُحتضرْ
وغداً ستنأى عن الديارِ ومن بها
فاملأ عيونك بالديارِ ولا تملَّ من النظرْ !
إيَّاك أن تختار يوما
أن تكون ضحيَّةً
إياك أن ترضى ..
فلن تحظى بإنصاف البشرْ !
وسلِ الجُناةَ اليومَ عن أحوالهم
فلسوف تعلمُ حينها
ألا عزاء هنا لأي بريئةٍ !
ولسوف تُدركُ حينها
أن انكسارك لم يكن
للآخرين خسارةً
بل أنت وحدك مَنْ خسرْ !
إني رأيتُ بأم عينيَّ الضحية تُتهمْ
ورأيتهم يستمسكون بمن غدرْ !
خان الجميعُ وأنت وحدك لم تخن
فغدوت مُتَّهما يؤرقك الخطرْ !
ولزمت باب الصدق تلتمسُ النجاةَ
بهِ فقالوا عنكَ كذاباُ أشِرْ !
( لا تنكسرْ ! )
لا تنهزم !
حتى وإن مات الضمير
وتبدَّلت كلُّ الملامح والصورْ
وقَسَتْ قلوبُ الناسِ حتى أصبحتْ
أقسى عليك من الحديد أو الحجرْ
( لا تنكسرْ ! )
لا تحتمل ذلاً فإنَّ الذلَّ
لا يُشفى لهُ جرحٌ
ولا يُمحى لهُ أبداً أثرْ !
لا تشتكي ظلماً رأيتَ بذوره
يوماً ولم تأبه فأنبتهُ المطرْ !
من ذا الذي أغناهُ شحٌ أو طمعْ
ومن الذي بالبذلِ والجودِ افتقرْ ؟!
ومن الذي أودت بسالتُهُ بهِ
ومن الذي أبقاهُ حِرْصٌ أو حذرْ ؟!
( لا تنكسرْ ! )
لا تنهزم !
تأليف / متولي بصل
دمياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق