شجنٌ يسدّ على القصيدةِ بابَها
و تُشرّد الأوتارُ منها صوابَها
و يُؤجّج الأشواقَ فيها شاعرٌ
يتلذّذُ عند الحريق عذابَها
فيصبُّ زيتَ العشقِ في أحشائها
و يخيطُ من فرْوِ اللّهيبِ ثيابَها
غضبٌ صُراخ الموجِ في مرافئه
يلهُو بأشرعةٍ تشقُّ عبابَها
تحفَى القصيدةُ في معارج تيهِها
و يُمزّقُ وَمَدُ السّرابِ سرابَها
أَرَقٌ يُخيّم في القصيدةِ غازياً
و يحاصر في بابها حُجَّابَها
و يُضرِمُ النّيرانَ في جنباتِها
و يُكدّسُ فوق الخراب خرابَها
هي قصّةٌ موبوءةٌ بدموعنا
بَكَتِ العيونُ و ما دَرَتْ أسبابَها
هي لعنةٌ مشحونةٌ بنحيبِنا
حتّى المآقي أنكرتْ أهدابَها
يا أيّها الشعراء يا عرَقَ الثّرى
تلك الديارُ شرّدتْ أصحابها
فاستنفروا موجَ المواهب عندما
تمتصُّ ريحُ الغابرين غيابَها
و تثبّتوا يا أيّها الشعراء في أسرابِ
موجاتٍ تُضيعُ عبابَها
في مقلبِ الزّمنِ العضوضِ توظِّبُ
الأيامُ ذاكرةً تُجيدُ حسابَها
و تُوضّحُ للوقتِ فلسفةَ الضّوابط
كلّما أَمْلَى الحنينُ كتابَها
اُكتبْ بدمع العاشقين فصولَها
و ارصدْ بعين العابرين شِعابَها
و اقرأْ لكلّ الحالمين نصوصها
و افتحْ على كفِّ المدى أعْتابَها
و انتفْ جناحَ الرّيح فوق تِلالِها
ؤتعشُّ في خبنِ الحديثِ ذئابَها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق